كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان عن مشروع طموح يسعى إلى تحويل 55 منزلا في محافظة الغاط إلى فنادق تراثية، لتكون رافدا هاما من روافد السياحة في المحافظة، متزامنة مع افتتاح متحفها. وكان الأمير سلطان وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى لمشروع النزل التراثية، نيابة عن وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وأوضح الأمير سلطان أن هذا المشروع التضامني يجسد الشراكة بين الهيئة ومحافظة الغاط، مشيدا بمبادرات المجتمع المحلي في محافظة الغاط في دعم جهود ومشروعات الهيئة في مجالات التراث الوطني والمتاحف، وتضامنهم في تنفيذ مشروعات البلدة التراثية وشراكتهم المميزة مع الهيئة في تأهيلها، وقال "هذا البيت احتضن تاريخ الغاط والآن يتحول إلى متحف ضمن منظومة متاحف غنية بالتراث، وننتظر بفارغ الصبر الآن إنجاز مشروع النزل الريفية التي يتضامن فيها السكان بحوالي 55 بيتا ستتحول إلى فنادق تراثية". وجدد الأمير سلطان حرص الهيئة على مشروعات التراث العمراني في كافة المناطق مطالبا بإخراج التاريخ من بطون الكتب إلى المواقع التي احتضنت هذا التاريخ؛ حتى يتمكن المواطن من أن يعيش التجربة حية في مواقع التراث العمراني ويرتبط بتاريخ بلاده وملحمة تأسيس هذه البلاد ووحدتها. وأضاف "إحياء المواقع التاريخية هو شيء مهم بالنسبة لنا خاصة وأن قيادتنا توجه بشكل دائم بإعادة صياغة التاريخ من خلال عرضه في المواقع التي حدث فيها، منبها لأهمية "إخراج الشباب من مواقع التواصل الاجتماعي إلى مواقع التراث والحضارة في بلادهم ليتعرفوا عليها ويزدادوا صلة بها وتواصلا مع إخوتهم المواطنين في كافة مناطق المملكة". يذكر أن متحف الغاط يضم 50 غرفة، ويتكون من جزءين أحدهما قديم والآخر أنشئ في العام 1386ه ويصور المتحف الحياة الاجتماعية وتاريخ المحافظة عبر جميع العصور وتراثها الشعبي ومساهمة سكانها ورجالها في بناء الدولة السعودية. الجدير بالذكر أن المتحف الذي تم افتتاحه كان مقراً لإمارة الغاط، وقدّمه ملاكه (ورثة الأمير ناصر بن عبدالله السديري) إلى الهيئة للاستفادة منه كمتحف لمحافظة الغاط. وفي السياق ذاته، تفاعلت جهات تجارية في منطقة القصيم مع حملة الهيئة العامة للسياحة والآثار الخاصة بإعادة القطع الأثرية وذلك بوضع لوحات توعوية في ممرات عدد من الأسواق التجارية الكبرى في كل من بريدة وعنيزة والرس، وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تسليم خمس قطع تاريخية أثرية للسياحة من ملاك متاحف خاصة في القصيم. وبحسب محمد الزنيدي "متخصص في الآثار" فإن منطقة القصيم تعد من المناطق المتفاعلة في هذه الحملة، مشيرا إلى أن الملتقى الذي أقيم في الرياض على هامش تكريم من قاموا بتسليم تلك القطع التاريخية ناقش كافة ما يدور حول القطع التاريخية والأثرية خاصة سلبية التعاطي مع مفهوم استعادة الآثار، كأن يقوم البعض بالبحث عن الكنوز والآثار في مختلف المناطق ليحصلوا على التكريم المادي والمعنوي من هيئة السياحة. وأضاف الزنيدي أن هذه الحملة تهدف في الأصل إلى التوعية بأهمية المحافظة على المواقع التاريخية والأثرية. من جانبه يرى المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بالقصيم الدكتور جاسر الحربش أن التحرك بتوعية المجتمع من خلال المرافق العامة والأسواق يعد خيارا مهما للتعريف بالحملة، لافتا إلى تفاعل عدد من الجهات والمراكز التجارية في القصيم مع هذه الحملة.