كشفت "الوطن" ملابسات وفاة طالب في المرحلة المتوسطة لقي حتفه في حادث مروري مروع في جازان قبل أسابيع، وذلك بعد أن خرج من المدرسة باحثا عن أخيه كي يعود معه إلى مدير المدرسة ويقنعه بإعادة جهاز جوال صادرته إدارة المدرسة بحجة أنه لا يجوز للطلاب اصطحاب هذه الأجهزة إلى المؤسسة التعليمية. وبدأت القصة عندما صادر مدير المدرسة جوال الطالب ليستقل سيارته الخاصة ولكن بعدها بدقائق تعرض لحادث مروري فارق على أثره الحياة. وقال رمزي سهلي- شقيق المتوفى- إنه كان يدرس في كليته ذلك اليوم عندما اتصل عليه شقيقه من رقم مجهول ليخبره أن المدير صادر جهاز الجوال الخاص به، وطلب منه الحضور بسرعة ليقابل مدير المدرسة ويتوسط لديه لإعادة الجوال. وأضاف رمزي "طلب مني أخي الحضور بسرعة فقلت له إني سأحضر ولكن بعد ان أنهي محاضراتي، لكنه قال إنه ينتظرني وسيأتي إليّ لنذهب سويا إلى مدرسته، وأثناء انتظاري له في الجامعة تلقيت اتصالا منه قبيل تعرضه للحادث بدقائق وكان يقول إنه قريب مني، وكانت تلك آخر جملة سمعتها منه". وتابع "تأخر أخي في الوصول فعاودت الاتصال به لكن الجوال الذي استعاره من أحد زملائه في المدرسة كان مغلقا فعاودت الاتصال به مرارا وتكرارا دون جدوى.. ولم تمض سوى دقائق حتى تلقيت اتصالا من أحد أقاربي يأمرني فيه بالحضور لمستشفى جازان العام في أسرع وقت، وحين سألته عن السبب أجاب بأن أخي غازي قد تعرض لحادث بسيط وتم نقله للمستشفى، إلا إني اكتشفت وفاته بعد ذلك. وعلى الرغم من محاولات رمزي التماسك أمام مشاعر الحزن والأسى، إلا أن دموعه انهمرت وراح يخفيها عنا بيديه ليتلاشى صوته في صمت عاد بعده للحديث قائلا "هذا هو جوال أخي مازلت أحمله لأترحم عليه وأدعو له بالمغفرة بعد أن كتب الله عليه أن يغادرنا في تلك اللحظة وهذا قضاء الله". الإدارة العامة للتربية والتعليم بجازان وعلى لسان مدير إدارة الإعلام التربوي محمد حسن الرياني أوضحت أن "اصطحاب الجوالات مع طلاب المدارس أثناء اليوم الدراسي يعد من المخالفات السلوكية وتعامل وفق مخالفات الدرجة الثالثة التي تمنع إحضار أجهزة الاتصال الشخصية بأنواعها إلى المدرسة أو في الحافلة، وذلك تنفيذا للتعميم الوزاري رقم 305/46 وتاريخ 8/ 5/ 1423ه" مضيفا أن "المدارس توفر وسيلة الاتصال الهاتفية للطلاب وتمكن من يحتاج منهم للاتصال من هاتف المدرسة".
