كل شيء بدا حزيناً ومترعاً بالأسى في كلية التربية للأقسام الأدبية بصبيا أمس، بعد أن غابت عن كراسي طالباتها الثلاث اللاتي قضين مع سائقهن، في حادث على طريق بيش- الدرب أول من أمس. ماتت سجى وفنون وهيفاء، وغابت الضحكة، وسكنت الحركة فوق مقاعدهن التي كن يتعلمن عليها "رياض الأطفال". أسئلة زميلاتهن لم تستوعب حتى الأمس، حكاية موتهن، ورحن يسألن: هل صحيح أنهن لن يعدن إلينا أبداً بابتساماتهن وطموحهن؟ في حين عجزت أستاذاتهن وقياديات في جامعة جازان عن إمساك دموعهن ووزن أصواتهن، فبكين وتحشرجت كلماتهن وهن يتأملن طاولات فارغة وكتباً لن تفتح أبداً. أما الحزن على فنون فله سبب آخر، لأنها أم لطفلة اعتادت أن تودعها عند جدتها قبل أن تنطلق في رحلة ال 160 كيلومتراً إلى جامعتها يومياً. الزميلات اجتمعن فجر أمس مسجيات في المسجد حيث صلي عليهن ثم وورين الثرى، وتقبل ذووهن العزاء من وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله السويد الذي أوفده أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر للوقوف معهم، كما وجه بتشكيل لجنة لمعرفة تفاصيل الحادث وتفادي تكرار السيناريو مستقبلاً. وتقدم المعزين أيضاً مدير جامعة جازان الدكتور محمد آل هيازع الذي قال ل"الوطن" إن عدد طالبات جامعة جازان كبير جداً وإن الجامعة وفرت حافلات عدة، لكنها لم تف بتغطية الحاجة".