يواجه المدرسون الخصوصيون الذين يكثر الطلب عليهم في هذه الأيام حملة تشنتها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الباحة ضدهم تتمثل في إطلاق مراكز خدمات تربوية وتعليمية "برنامج التقوية المسائي" للمرحلتين المتوسطة والثانوية في كافة المواد. وأكد المدير العام للتربية سعيد محمد مخايش أن ذلك يأتي من ضمن الجهود التي تقدمها المنطقة لأبنائها الطلاب من خدمات تربوية مساندة للمدرسة في تحقيق أهدافها، وموجهة لمساعدة جميع فئات الطلاب الراغبين في الارتقاء بمستوياتهم التحصيلية، وتحقيق توافقهم الذاتي والاجتماعي. وبيّن مخايش أن المراكز تعتبر من البرامج المساعدة للطلاب بشكل علمي تخصصي ودقيق يسهم في مساعدتهم على تحقيق توافقهم النفسي والاجتماعي والتغلب على ما يواجهونه من صعوبات تحصيلية تربوية وغيرها، مؤكداً أن ذلك وفق تعميم وآلية محددة من قبل الوزارة محذراً من ظاهرة الدروس الخصوصية. وقال المرشد الطلابي بثانوية الأمير محمد بن سعود ببشير عبدالله جيلان إن الطلاب المستفيدين من البرنامج هم المتأخرون دراسياً، أو الطلاب الراغبون في رفع مستواهم التحصيلي، والذين لديهم مشكلات مرتبطة بالتحصيل الدراسي. وحذر معلم الفيزياء عبدالعزيز الشهري أولياء الأمور والطلاب والطالبات من نتائج اللجوء إلى مدرسين خصوصيين غير المؤهلين الذين قد لا يفقه بعضهم شيئا في مجال التعليم، مشيراً إلى أن الإدارة افتتحت عددا من برامج التقوية خصوصاً في المرحلة الثانوية لهذا الغرض ولزيادة تحصيل الطلاب الذين يرغبون في ذلك. وأضاف أن ذلك يأتي برسوم رمزية محددة من قبل للائحة التنظيمية الصادرة من الوزارة بهذا الخصوص وهي 250 ريالا لمدة تزيد عن شهرين بواقع ساعتين من السبت وحتى الثلاثاء من كل أسبوع. من جهته قال ولي أمر طالب بالمرحلة الثانوية عبدالله الغامدي: أصبح الكثير من الأولياء والأمهات بصورة خاصة يرون أن الطالب الذي لا تقدم له هذه الدروس الخاصة لا يتحسن مستواه الدراسي، وتوسع الأمر فلم تعد تقتصر على الطلاب ذوي الصعوبات الدراسية بل تعدت حتى الأوائل منهم - حسب قوله - وأصبحوا لسبب أو لآخر يشعرون أنهم بحاجة لهذه الدروس. وأكد الطالب في المرحلة الثانوية عبدالإله الغامدي أن انشغال أذهان الطلاب بما يُبث في الفضائيات وخصوصاً الرياضية هذه الأيام، إضافة إلى الأمور الأخرى نشأ عنه ضعف دراسي يحتاج إلى مساندة عن طريق الدروس الخصوصية فإذا أزيلت هذه الأسباب قد تنجح الحرب على الدروس الخصوصية. وأكد ولي أمر طالب محمد الزهراني على أهمية تفعيل توعية المعلمين والمعلمات والمجتمع المحلي بمخالفة مزاولة الدروس الخصوصية للأنظمة والتعليمات، وتنافيها مع مبادئ وأخلاقيات مهنة التربية وإخلالها بقيم الصدق والأمانة التي يجب أن يتحلى بها المنتمون إلى هذه المهنة. وطالب بتكثيف التوعية للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم بدور المراكز التربوية، والبرامج المسائية وإيجابياتها التعليمية التي تنعكس على مستويات أبنائهم التحصيلية والتعليمية.