رفعت شركة أرامكو السعودية أسعار جميع أنواع الخامات النفطية التي تنتجها وتصدرها إلى الأسواق الآسيوية، فيما خفضت أسعار الخامات الخفيفة والمتوسطة إلى جميع عملاء الشركة في الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق الأوسط لشحنات شهر نوفمبر بالمقارنة مع الأسعار التي فرضتها الشركة في أكتوبر الجاري بحسب قائمة أسعار الشركة التي اطلعت عليها "الوطن" أمس. وتنتج أرامكو 5 أنواع من النفط الخام تختلف درجة لزوجتها وسماكتها بناء على مواصفات معهد البترول الأميركي، وأشهرها هو خام العربي الخفيف الذي يشكل أكثر من نصف إنتاج أرامكو اليومي، أما أخف هذه الأنواع فهو الخام العربي الخفيف "السوبر" الذي تصدره أرامكو إلى آسيا فقط، وأثقلها هو الخام العربي الثقيل، وتصدر أرامكو الأنواع الخمسة إلى آسيا بينما تصدر أربعة أنواع فقط إلى باقي العالم. وجاء قرار أرامكو برفع أسعار الخامات الخفيفة إلى آسيا في أعقاب عودة الطلب على هذه الأنواع بعد تراجعه إثر الزلزال الذي تعرضت له اليابان وأدى إلى توقف كثير من المصافي هناك. ويشهد نوفمبر دخول فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، الذي بسببه يزيد الطلب على الوقود من أجل التدفئة، وهذا ما قد يفسر رفع أرامكو أسعار بيع النفط إلى المصافي خلال الشهر. وتبيع أرامكو النفط في عقود طويلة الأجل وتعتمد في ذلك على طريقة معقدة لتسعيره إذ تختلف طريقة التسعير من منطقة إلى منطقة أخرى، حيث تبيع الشركة النفط إلى أوروبا والشرق الأوسط بزيادة أو بتخفيض عن سعر خام برنت، فيما تبيعه إلى الولاياتالمتحدة بزيادة أو تخفيض عن سعر خام أرجوس عالي الكبريت، وتبيعه إلى عملائها في آسيا بزيادة أو تخفيض عن متوسط سعر خامي دبي وعمان. وبناءً على طريقة التسعير، هذه فقد رفعت أرامكو أسعار خام العربي الخفيف في نوفمبر إلى آسيا بزيادة 1.05 دولار عن الشهر الجاري، فيما خفضت سعره إلى الولاياتالمتحدة بواقع 0.40 دولار للبرميل وخفضته 0.70 دولار للبرميل لعملاء أوروبا. وأثر قرار أرامكو على سعر النفط الخفيف الذي تبيعه إيران إلى آسيا، إذ رفعت الأخيرة كذلك أمس السعر بواقع 2.94 دولار للبرميل فوق خامي دبي وعمان، وهو أعلى مستوى له منذ سنين طويلة. وبذلك تكون إيران قد باعت نفطها الخفيف في نوفمبر بزيادة 1.05 دولار عن السعر الذي باعته به في سبتمبر. كما رفعت إيران أسعار النفط الثقيل إلى آسيا في نوفمبر تماماً كما فعلت أرامكو بعد أن كانت تبيعه بتخفيض منذ سبتمبر 2009، ومن المتوقع أن تعلن إيران الأسعار الأسبوع المقبل بحسب ما أوضحه مسؤول في شركة النفط الوطنية الإيرانية في تصريح إلى وكالة بلومبيرج أمس. وتسعر إيران نفطها بناء على معادلة سعرية تعتمد فيها على قيمة النفط السعودي. وكانت المصافي الأوروبية عانت كثيرا بعد توقف إنتاج ليبيا النفطي الذي يتكون غالبه من النفط الخفيف أو ما يعرف بالنفط "الحلو" في أوساط الصناعة نظراً لأنه يحتوي على نسبة أقل من الكبريت مقارنة بالأنواع الثقيلة. وتستخدم غالبية المصافي الأوروبية النفط الخفيف بسبب سهولة تكريره. أما الأنواع الثقيلة المعروفة بالنفط "الحامض" فغالباً ما تبيعها أرامكو كلها بأسعار مخفضة نظراً لأن تكلفة تكرير هذه الأنواع من قبل المصافي دائماً ما تكون أعلى من الأنواع الخفيفة أو النفط "الحلو"، إلا أنها رفعت أسعار خام العربي الثقيل لشحنات نوفمبر إلى الولاياتالمتحدة وآسيا والشرق الأوسط، بينما خفضته فقط إلى أوروبا. وتختلف درجة حموضة وحلاوة النفط بناءًَ على كمية الكبريت الموجود فيه الذي يتم التخلص من جزء كبير منه عند استخراجه.