رمضان في مصر له مذاق رائع، لكن الأروع هو أن تقضي رمضان على أرض قاهرة المعز وسط محيط مصغر للعالم العربي، عالم تجتمع فيه الفتاة السعودية مع شقيقاتها المغربيات والخليجيات والشاميات. تلك باختصار أهم ملامح شهر رمضان بالنسبة إلى السعودية سميرة الشهراني، التي كانت من أوائل الفتيات السعوديات اللاتي عملن في السلك الدبلوماسي من خلال عملها في إدارة مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية. فعلى النقيض من المثل المصري الشائع الذي يقول "ما الذي جمع الشامي على المغربي"، فإن مائدة إفطار رمضان بالنسبة إلى السعودية سميرة الشهراني تتحول في بعض الأيام إلى مائدة بألوان الوطن العربي، مائدة تجمع الكبسة السعودية والمندي اليمني إلى جوار التبولة السورية والكبة اللبنانية والكسكسي التونسي والحريرة المغربية. تقول سميرة "الحياة بعيدا عن أرض الوطن صعبة، لكن رمضان في مصر له طعم يأخذك بعيدا عن الاستسلام لشعور الحنين الدائم للوطن الأم، ومما يساعدك أكثر على ذلك وجود مجموعة صديقات سعوديات إلى جوارك مثل منى الشريف ونجلاء الدوسري اللتين تعملان معي في مكتب الأمين العام للجامعة العربية، وكل عام أنظم مع مجموعة من صديقاتي من جنسيات عربية مختلفة موجودات في الجامعة العربية إفطاراً جماعياً، حيث تحضر كل واحدة منا الطبق الأشهر في بلدها وتأتي به لتشارك به مع أطباق أخرى من بلدان عربية عديدة، حيث تجتمع الكبسة السعودية والكسكسي التونسي والحريرة المغربية والسمبوسة الجزائرية والحلوى العمانية على مائدة إفطار واحدة، كما تحرص كل واحدة منا على حضور الإفطار الرمضاني بالزي الرسمي لبلدها". وعن أجمل مفاجأة تعرضت لها مع بداية شهر رمضان، تقول الشهراني "أجمل مفاجأة كانت هدية تلقيتها من دينا إسماعيل، المستشارة الإعلامية للأمين العام لجامعة الدول العربية، وهي عبارة عن فانوس خشبي كبير مصنوع بأياد مصرية". وعن طقوسها في رمضان تقول "في السعودية لا نأكل كميات كثيرة على الإفطار، ووجبتنا الرئيسية تكون حوالي الساعة التاسعة، إفطارنا يكون على التمر والبلح والعصائر، وبعد الصلاة تتنوع الأطباق الموجودة على المائدة ما بين أطباق سعودية مثل شوربة الكويكر وأخرى مصرية مثل الملوخية"، مضيفة: أنها تتقن طهي الملوخية بالطريقة المصرية (المخروطة)، والطريقة السعودية (التي تكون فيها أوراق الملوخية أكبر) والطريقة التونسية (التي تشبه الحناء). ورغم مشاغلها الوظيفية، إلا أن الشهراني تحرص على أداء صلاة القيام في المساجد القريبة من منزل أسرتها في منطقة الدقي. مضيفة أن "المرء في رمضان يكون أكثر هدوءا وقراءة للقرآن". ولا يخلو الأمر من الخروج أحيانا مع الصديقات إلى بعض الأماكن المصرية الشهيرة مثل مسجد السيدة زينب والحسين والسيدة عائشة وعمرو بن العاص. وتؤكد الشهراني حرصها على حضور الإفطار السنوي الذي يقيمه السفير أحمد القطان، حيث تلتقي مع عدد كبير من السعوديين المقيمين في مصر.