كشف تجار ومختصون عن حجم كبير للهدر في استهلاك الأرز في المملكة، وقالوا في مؤتمر صحفي أمس في الرياض إن ربع حجم الاستهلاك السنوي من الأرز البالغ مليون طن يزيد عن الاحتياجات الفعلية للمستهلكين، وأرجعوا هذا الإسراف الذي يهدر نحو 250 ألف طن إلى النمط الاستهلاكي السائد معلنين عن إطلاق حملة قريبة تحت عنوان " لا.. للإسراف " على أكياس الأرز المعروضة في أسواق البيع النهائية، خصوصا الموجهة للمطاعم والمطابخ. وأضافوا خلال المؤتمر للإعلان عن عقد ورشة عمل الخزن الاستراتيجي للسلع الغذائية الأحد المقبل أن 90% من واردات السلع الغذائية تتركز في تسع دول فقط، مبينين أن مشروع الخزن الاستراتيجي المتوقع انطلاقه نهاية العام الجاري سيساهم في محاربة عمليات تلاعب بعض التجار الذين يستغلون أوضاع السلع الاستهلاكية في السوق. فقد أكد عضو مجلس غرفة الرياض رئيس لجنة الأمن الغذائي سعد الخريف أهمية وجود مخزون استراتيجي من السلع الغذائية المهمة بالمملكة لمواجهة تقلبات الأسعار العالمية ولضمان توفر السلع الضرورية للمستهلكين في السوق المحلية، موضحا أن الخزن الاستراتيجي للسلع الغذائية أحد الحلول المهمة لتوفير الغذاء في كثير من الظروف. وقال الخريف "ما يشجع على تبني المملكة لإستراتيجية الخزن الغذائي هو ما يشهده العالم من تحولات مهمة ومتسارعة تجاه تأمين الغذاء، لاسيما مع التغيرات المناخية في كثير من دول العالم"، مبينا أن الورشة التي ستعقد الأحد المقبل في هذا الخصوص تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية ودور الخزن الاستراتيجي الغذائي في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتكوين رؤية مشتركة حول بنية وآليات الخزن الاستراتيجي الغذائي. من جهته توقع أستاذ الاقتصاد الزراعي الدكتور خالد الرويس تراجع حجم استهلاك الشعير في السوق المحلية من 6 ملايين طن في نهاية العام الماضي إلى 3.7 ملايين طن بحلول عام 2015، مشيرا إلى أن المملكة لديها مخزون يكفي من القمح ل 4 أشهر، في ظل توفر 2.3 مليون طن كمخزون استراتيجي. وأوضح الريس أن هناك مخزونا جيدا من الأرز والسكر، إلا أنه أوضح أن مخزون اللحوم يكفي لنحو شهر و 18 يوما فقط، موضحا أن نحو 90% من واردات المملكة في السلع الغذائية تتركز في تسع دول فقط. ووصف الخريف الخزن الاستراتيجي للسلع الغذائية بأنه "يمثل ركيزة أساسية من ركائز الأمن الغذائي، والاستثمارات الزراعية الخارجية ضرورية لتدعيم أساسيات الأمن الغذائي محلياً حيث تعمل على معالجة النقص الذي قد يحصل في الكميات المطلوبة وتضيف تنوعا سلعيا وغذائيا داخل البلد سواء كانت هذه الاستثمارات على شكل مشاريع إنتاجية أو عمل قائم على التبادل التجاري للسلع الغذائية". وأكد الخريف أن الخزن الاستراتيجي للسلع الغذائية يأتي في مقدمة منظومة الأمن الغذائي، مشيرا إلى أنه اللاعب الأساسي في استقرار الأسواق ومكافحة الاحتكار ويعمل على القضاء على السوق السوداء لأي سلعة في حال الأزمات. وأشار الخريف إلى أن لجنة الأمن الغذائي بالغرفة تتطلع إلى وجود شراكة حقيقية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص لتنفيذ إستراتيجية للخزن الغذائي تأخذ في الاعتبار الاحتياج الوطني والتوقعات المستقبلية وتجارب الدول الأخرى في هذا المضمار، إضافة إلى سرعة الانتهاء من الدراسات المتعلقة بمبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي الخارجي وإيضاح بعض الجوانب المتعلقة بالمبادرة مثل الاتفاقيات مع الدول وأسلوب الدعم والتمويل وأسلوب استلام المحاصيل. واعترف الخريف بوجود بعض التجار "الجشعين" الذين يستغلون الظروف التجارية للسلع الاستهلاكية لرفع الأسعار، إلا إنه أكد أن هنالك نسبة كبيرة من التجار الذين يقدمون مصلحة الوطن والمواطن على مصالحهم الشخصية. من جهة أخرى أعلن رئيس اللجنة الغذائية بالغرفة عبد الله بلشرف عن قرب إعادة إطلاق حملة تستهدف تحسين النمط الاستهلاكي للأرز في المملكة، مبينا أن الحملة ستتم عنونتها بعبارة "لا.. للإسراف" على أكياس الأرز المعروضة في أسواق بيع نهائية محلية، موضحا أنه سيتم التركيز على المطاعم والمطابخ بشكل خاص. وأضاف بلشرف :"تستهلك المملكة سنويا ما يصل إلى مليون طن من الأرز بمختلف أنواعه ويشكل الأرز الهندي ما نسبته 70% من هذا الرقم، إلا أن 25 % من الكمية الإجمالية المستهلكة بمختلف الأنواع زائدة عن حاجة الاستهلاك الحقيقية ".