بعيدا عن إفرازها أسوأ سيناريو محتمل لفرق مثل سيدني الأسترالي وكاواساكي فرونتال الياباني (شرقا) والهلال السعودي والوحدة الإماراتي (غربا)، كشفت مباريات الجولتين الافتتاحيتين لدوري أبطال آسيا أن ضعف الحضور الجماهيري مازال يمثل العائق الأكبر للمسابقة القارية الأبرز، ففي وقت تشهد كرة القدم الآسيوية تحسنا مطردا، إلا أن اتحادها القاري ولتحقيق أي تقدم حقيقي، بحاجة إلى إيجاد وسيلة تجعل من منافسته مصدر جذب للمشاهدين في جميع أنحاء القارة، وليس فقط لمجموعات مشجعين صغيرة لأندية معينة. أرقام مثيرة للقلق سجلت مباراة سيدني الأسترالي أمام ضيفه سوون سامسونج بلووينجز الكوري الجنوبي في الجولة الأولى حضورا مخيبا لم يتجاوز 6.349 مشجعا، مع هذا فإن الرقم لم يقترب حتى من أسوأ حضور لمباراة في جولة مجموعات شرق وغرب القارة بأكملها (32 مباراة شهدتها الجولتان)، وفيما شاهد أقل من 4000 مشجع سيريزو أوساكا الياباني وضيفه جيجو يونايتد الكوري الجنوبي، سجلت بعض مباريات الغرب أرقاما حضور متواضعة (أقل من 2000 مشجع)، دون إغفال خوض الأهلي والهلال مواجهتي تاكتور والاستقلال على أرض محايدة، وباستثناء تسجيل بضعة أرقام كبيرة في نزالات الأندية الصينية والسعودية والإيرانية (على أرضها)، رفعت إجمالي الحضور إلى 313.139 متفرجا وبمعدل 9.785 مشجعا للمباراة، يبقى تواضع الأرقام في مباريات كثيرة مثيرا للقلق بالنسبة لاتحاد اللعبة القاري. جزء من المشكلة كشف تقرير لموقع مجلة (Forbes) المتخصصة في الشؤون المالية، أن جزءا من مشكلة البطولة الآسيوية اعتمادها دوري أبطال أوروبا كنموذج، مما يؤدي إلى أن أندية أقوى مسابقات الدوري في آسيا هي ذاتها من تتنافس سنويا في غياب بقية أندية القارة، وشدد محرر التقرير «ستيف برايس» على أن «وجود 4 فرق من بلد واحد لا يمثل مشكلة في أوروبا بفضل القاعدة الجماهيرية خارج حدودها ومتابعة عالمية متزايدة لمشاهدة فرق عريقة أكثر من أبطال دول أضعف، وهذا لا ينطبق على آسيا، فليس هناك فريق يملك قاعدة جماهيرية خارج وطنه»، مضيفا «موجة الإنفاق الضخمة المؤقتة للفرق الصينية واستقطاب نجوم عالميين ربما بدت وكأنها ستجذب المشجعين في بقية آسيا لمشاهدة أسماء كبيرة، إلا أن هذا لم يحدث، مع إعلان أكبر الأندية هناك، جوانجزو، سعيه لبناء فريق كامل بلاعبين صينين». ميزة تنافسية غائبة جودة اللاعبين لا يمكن أن تضع كرة القدم الآسيوية في موقع منافسة مع نظيرتها الأوروبية، بيد أنها تملك ميزة تنافسية واحدة، وهي تعدادها السكاني الضخم، ودول مثل الهند وإندونيسيا تعيش اكتظاظا سكانيا يعد بين الأكثر في العالم، ومع هذا لا يمثل الدولتين أي فريق في مرحلة المجموعات، بالطبع لا ينبغي تأهل أي فريق تلقائيا بناء على عدد السكان وحده، ولكن وجود المزيد من البلدان المشاركة في مرحلة المجموعات يمكن أن يساعد على نمو كرة القدم في جميع أنحاء المنطقة، ويعزز أيضا من أرقام الجماهير الحاضرة والمشاهدة التلفزيونية، ونجد في النسخة الحالية عدم تواجد أي ممثل لفيتنام، وهناك فريق تايلندي واحد فقط (بوريرام يونايتد)، على الرغم من أن منتخب كلا البلدين يسير بسرعة وبثبات للحاق بكبار الدول في آسيا، إضافة إلى أن بطولاتهما المحلية تزداد قوة عاما بعد آخر. حل ينعش المسابقة في تقرير لموقع (Fox Sports) مؤخرا تضمن اقتراحا بإمكانية إعادة هيكلة مجموعات شرق دوري أبطال آسيا بغرض منح مواقع أكثر لفرق دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وعلى الرغم من أن خطوة كهذه من المرجح أن تجد اعتراضا من أندية كوريا الجنوبية واليابان ورفضها فقدان أي بطاقة، إلا أن تنفيذها يمكن أن ينعش المنافسة، وبمقدور الاتحاد الآسيوي التوصل إلى حل ملائم تحافظ معه البلدان الأقوى على حصتها الإجمالية، كمواجهة بعضها بعضا في تصفيات التأهل لمرحلة المجموعات، وسبق للاتحاد الآسيوي أن نجح بالفعل في إعادة هيكلة مسابقاته الأخرى، كإعادة تنظيم مرحلة دوري مجموعات كأس الاتحاد الآسيوي (النسخة الآسيوية من دوري أوروبا)، من خلال تقسيم المجموعات استنادا على مناطق أصغر، مثل جنوب شرق آسيا، للتخفيف من أوقات التنقل والنفقات.