كشف تقرير أعدته صحيفة The Independent البريطانية، عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف قرار المسؤولين في إقليم كاتالونيا الإسباني الإعلان بشكل رسمي الاستقلال عن إسبانيا، وولادة جمهورية جديدة مستقلة داخل هيكل الاتحاد الأوروبي، رغم القرارات الجريئة التي اتخذتها حكومة مدريد ضد حكومة وبرلمان الإقليم. وأشار التقرير إلى أن الإقليم الكتالوني لم يكن مستقلا في تاريخه، إلا أن الشعور السائد داخله، دائما ما يتفاخر باللغة المتميزة والثورة الثقافية الخاصة به، لافتا إلى أن هذا الشعور يعود إلى القرن 16 الميلادي، وقد ولدت منذ تلك اللحظة الرغبة في الاستقلال عن الحكومة المركزية. وتطرق التقرير إلى تاريخ إسبانيا الذي شهد العديد من الممالك المختلفة المسلمة وغير المسلمة، والتي أخذت كل واحدة طابعها الثقافي والسياسي المستقل، لافتا إلى أن النشيد الوطني في إسبانيا اليوم لا يحتوي على كلمات بسبب أن المجتمع لا يستطيع الاتفاق على لغة واحدة. حكومة مستقلة أشار التقرير إلى أن إقليم كاتالونيا دائما ما كان يمتلك حكومات إقليمية خاصة، بحيث حافظ على جزء من استقلاليته تحت العرش الإسباني حتى بدايات القرن 18، عقب أن وقع الملك فيليب الخامس عددًا من الأوامر الملكية التي شددت على المؤسسات المستقلة للمنطقة وكذلك على لغتها وثقافتها. وأوضح التقرير أن الكتالونيين انحازوا مع البريطانيين والنمساويين خلال حرب الخلافة الإسبانية بين فرنسا من جهة، وبريطانيا والنمسا من جهة أخرى، بعد أن توفي الملك الأخير بدون أي وريث له، لافتا إلى أنه تم إجبارهم على أن يكونوا جزءا من قاعدة إسبانيا المركزية على نموذج مماثل للحكومة الفرنسية. وكانت إسبانيا قد منحت الإقليم حكومة إقليمية ذاتية مستقلة منذ قيام الجمهورية عام 1931، قبل أن يتم إعدام قادة الإقليم السياسيين، بسبب مآلات الحروب الأهلية. معاناة سياسية لفت التقرير إلى أن المعاناة التي شهدها الإقليم تحت حكم الإسبان القاسي، دفعت بالمواطنين إلى اتخاذ منحى مستقل عبر لغتهم وثقافتهم الخاصة، لافتا إلى أن الأحداث الجارية جاءت في وقت حرج بالنسبة لحكومة مدريد باعتبار الأزمة المالية الحادة التي تواجهها، في وقت تعد إسبانيا من الدول الأربع في أوروبا التي تعاني من ثقل الديون، إلى جانب البرتغال وأيرلندا واليونان.