بعد عام تقريبا من ضبط خلية إرهابية في فبراير 2016، في إستراحة بحي الرمال شرق العاصمة الرياض الذي يضم مئات من الاستراحات والشاليهات، أعلنت رئاسة أمن الدولة أول من أمس، تمكنها من الإطاحة بإرهابيين اتخذا استراحة بذات الحي على بعد بضعة كيلو مترات من استراحة الخلية الإرهابية المطاح بها العام الماضي، ويلاحظ أن غالبية العناصر الإرهابية التي أطاحت بها الأجهزة الأمنية في العمليات مؤخرا، بدأت تلجأ ل«الاستراحات» للاجتماع فيها بعيدا عن أعين الأمن للتدريب والتخطيط لعملياتهم الإجرامية. ومن العوامل التي ساهمت في اختيار الخلايا الإرهابية الاستراحات أنها عادة ما تكون في أطراف المدن، وتعتبر ملاذا لهذه الخلايا للتواجد فيها دون أن يثيروا الشكوك حولهم، إضافة لغياب التنظيم وضعف الرقابة، حيث يمكن لأي شخص استئجارها من «عامل الاستراحة» ودفع المبلغ المطلوب الذي عادة ما يبدأ من 300 ريال في اليوم ويرتفع السعر إلى الضعفين حسب مساحة الاستراحة وموقعها والخدمات المقدمة، وبذلك يكون المستأجر مخولاً باستضافة من يريد والسماح بدخولهم دون وثائق ودون أن يعرف صاحب الاستراحة أي معلومة عن هوياتهم، وبذلك لا يكون هناك إثارة للشكوك. وكان آخر من تم القبض عليهم هما الانتحاريين المكلفين بتنفيذ مخطط إرهابي استهدف مقر وزارة الدفاع، وهما اليمنيين أحمد ياسر الكلدي وعمار علي محمد، حيث اتخذا من إحدى الاستراحات وكراً للاختباء والتدريب على ارتداء الأحزمة الناسفة وكيفية استخدامها، ظنا منهم أن عين الأمن لا تتجاوز المنازل والطرق الرئيسية، وحرصوا على اختيار وكرهم الذي لا تجانبه أي استراحات من كافة جهاته، ولكن يقظة الجهات الأمنية استطاعت كشفهم وإحباط مخططاتهم. وتبعد الاستراحة عن وسط الرياض نحو 50 دقيقة، وهي بالقرب من مقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، في منطقة يسودها الهدوء التام والحركة الضئيلة التي تكاد تخلوا إلا من العمالة الذين يعملون في مجال البناء لإنشاء مساكن واستراحات جديدة.