إن اختيار المملكة العربية السعودية لتكون أول دولة في العالم يزورها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويعقد خلالها 3 قمم مع المملكة ودول الخليج والعالمين العربي والإسلامي، يؤكد المكانة الكبيرة والمستوى الرفيع اللذين تحتلهما المملكة في العالم، خلال ثقلها السياسي والاقتصادي، ومكانتها الدينية والإسلامية. كما أن الولاياتالمتحدة تعرف تماما الدور القيادي والريادي الذي تقوم به المملكة، من أجل تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، وقد شاهد العالم المركز العالمي لمكافحة التطرف «اعتدال» الذي يتخذ من الرياض مقرا له، مما يسهم في مواجهة الأفكار الضالة التي تقود إلى العنف والإرهاب. وقد أثمرت القمم الثلاث عن نتائج كبيرة، في مقدمتها عشرات الاتفاقيات المتنوعة بين المملكة والولاياتالمتحدة، والتي تعد الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين، أن تُبرم اتفاقيات ومذكرات تفاهم بهذا الكم والكيف، وتمتد 10 سنوات، ومن المتوقع أن تسهم في تنشيط اقتصادَيْ المملكة والولاياتالمتحدة الأميركية، وكذلك القمة الخليجية الأميركية، وتوقيع مذكرة التفاهم لمكافحة الإرهاب، فضلا عن عقد لقاءات دورية بين قادة الخليج والرئيس الأميركي، من أجل العمل على استقرار المنطقة، وجاءت القمة العربية الإسلامية الأميركية التي ضمت 55 دولة، يسكنها حوالي مليار ونصف مليار نسمة، لتضع إستراتيجية واضحة لمواجهة الإرهاب، وأي تدخلات أو أطماع إيرانية في المنطقة، وكان جليا التوافق في الرؤى بين القادة الكبار الذين تحدثوا خلال القمة حول جدية اجتثاث الإرهاب من جذوره. ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة ضخ مزيد من الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وزيادة التجارة البينية، والعمل على توطين بعض الصناعات المهمة، في ظل توجّه المملكة، وربما يكون للشركات والاستثمارات الأميركية دور كبير فيها، بعد توقيع هذا العدد الكبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، فضلا عن عقد ملتقى المديرين التنفيذيين، والذي يضم عددا كبيرا من رؤساء الشركات الكبرى في البلدين. وستبقى الرياض محطة مهمة لكبار القادة في العالم، بثقلها السياسي والاقتصادي والديني.