بدأت مواقع الإنترنت وأجهزة البلاك بيري في الفترة الأخيرة تداول رسائل تحذيرية أثارت الرعب بين السيدات، تحذر من ارتداء الملابس الداخلية النسائية "اللانجري" قبل غسلها، مدعية أن أنسجة هذه الملابس تنقل حشرة خطرة تتسبب في آثار صحية خطيرة للسيدات. "الوطن" طرحت هذا الموضوع على عدد من الاستشاريين للتأكد من صحة هذه الرسائل التي أثارت الرعب بين السيدات من كافة الأعمار. بداية أكد استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية سمير زامو أن ما تتداوله مثل هذه الرسائل ليس له أساس من الصحة، وأن جميع أنواع الجراثيم تكون فطريات أو بكتريا فايروس أو طفليات، مشيرا إلى أن الجراثيم لا تعيش داخل الملابس لأنها لا تستطيع ذلك لحاجتها لأجواء وبيئة توفر لها فرص العيش والتكاثر. وأضاف أن ما يتم تدواله من رسائل عن طريق الإيميلات وغيرها من وسائل الاتصالات يسهم في نشر الإشاعات المغرضة التي تسبب نوعا من القلق بين السيدات. وأكد الدكتور زامو أن الشحنات التي تحمل هذه الملابس من الخارج تحتاج لوقت طويل لوصولها للبلاد، وهذا لا يساعد في أن تعيش بداخلها الجراثيم أوالبكتريا، من جهته يرى استشاري الجلدية الدكتور عثمان العمودي أنه لا توجد دراسات تثبت أن الملابس الداخلية للسيدات تساعد على نقل جراثيم معينة تصيب المرأة بتقرحات أو جروح أو تآكل في الجلد. وكشف أن طريقة التخزين والتصدير لملابس "اللانجري قد تتسبب في ذلك، فإذا كان التخزين يتم في أماكن غير آمنة، وفي بيئة غير نظيفة أثناء الشحن والتغليف ، فقد يساعد ذلك في نقل جراثيم وحشرات تنقل العدوى للأشخاص، مشيرا إلى أن عملية نقل الحشرات في الملابس تحدث في جميع الدول وبين المدن، وقد تتسبب هذه الحشرات في إصابة الأشخاص بحكة وحساسية، لكن لا تكون سببا في تآكل للجلد كما تدعي بعض الرسائل التي يتناقلها العديد من الناس. وشدد الدكتور العمودي على أهمية غسل الملابس الداخلية قبل ارتدائها، حتي تحمي السيدات أنفسهن من الأمراض الجلدية الناتجة عن سوء التخزين، أو تلك التي قد تسببها طبيعة أنسجة هذه الملابس. ويشير أخصائي الجلدية الدكتور إسماعيل عبد الهادي أن هناك دراسات أجريت مؤخرا أثبتت أن الملابس الداخلية القطنية الفضفاضة تقي من الإصابة من الالتهابات الفطرية، بينما الملابس الضيقة تحتفظ بالرطوبة، مما يوجد بيئة رطبة تساعد على نمو الفطريات، وهذه هو أنسب بيئة لنمو الفطريات. وأكد عبد الهادي أن "هذا الأمر حساس جدا وخطير في الوقت نفسه، فملابس السيدات الداخلية تصنع في دول مختلفة، وتحتضن العديد من الأشخاص المختلفين في العادات والتقاليد، وقد يكون أحدهم مصاب بمرض جلدي أو ما شابه، ويقوم بإمساك هذه الملابس أثناء التصنيع أو الشحن، وربما يكون بذلك سببا في نقل بعض الأمراض للسيدات بعد استخدامها، كذلك نقلها لبائعي المحلات الذين يقومون بتناولها بالأيادي". وأوضح أنه من المتعارف عليه أن اليد تتسبب في نقل معظم الجراثيم، لذلك لابد من غسل هذه الملابس قبل استخدامها، حتي لا تتسبب في نقل الأمراض الجلدية الخطيرة إلى السيدات بعد استخدامها. وتقول غادة الغامدي (طالبة من جامعة الملك عبد العزيز) "شعرت بالخوف الشديد بعد رؤية الرسالة التي تلقيتها عن طريق إيميلي الخاص، والرسالة تزعم وجود حشرة ضارة تنتقل عن طريق الملابس الداخلية للسيدات "اللانجري"، وتسبب قروحا وجروحا خطيرة، وقد دفعت هذه الرسائل العديد من صديقاتي إلى تجنب شراء بعض الماركات تخوفا من هذه الحشرة". وتتسأل غادة عن سبب ظهور الرسائل التي تبعث الرعب والتوتر، مطالبة بوضع رقابة على هذه الرسائل، حتي لا تنتشر بين الأشخاص، والتوعية بحجم المخاطر المترتبة على هذه الإشاعات. وأكدت سامية عادل (موظفة في القطاع الخاص) تلقت رسالة عن طريق الجوال أشعرتها بالخوف والتوتر الشديدين، حيث تضمنت هذه الرسالة صورا وعبارات مرعبة ومعلومات عن وجود حشرة ضارة تصيب المرأة نتيجة ارتداء الملابس دون غسلها"، مشيرة إلى أن ذلك جعلها تتعمد غسل الملابس جميعها ولا يقتصر الأمر على "اللانجري". وتطالب سامية بتوعية السيدات من خلال الرسائل "sms" التي توضح عدم مصداقية هذه الإشاعات، وتثقيف السيدات بالطرق الصحيحة لتلافي الأمراض المنقولة عبر الملابس، إذا كان هذا الأمر جادا. من جهته يشير عادل عبد الفتاح (بائع في محل لبيع الملابس الداخلية) إلى أن الملابس الداخلية تخضع إلى طرق متقنة في عملية شحنها وتصديرها، مع ذلك لا يمكن أن ينكر أنه يحدث في بعض الأوقات دخول حشرات لصناديق الشحن التي تستورد من خارج المملكة، وهذا لا يمكن منعه، لأنه يعود إلى طبيعة البيئة التي شحنت منها هذه الملابس، لذلك لابد على السيدات غسل هذه الملابس قبل ارتدائها، مؤكدا أن هذا لا يمثل خطرا على صحة السيدة، فهذا الأمر يحدث نادرا. وأكد عادل أن إقبال السيدات على شراء ملابس "اللانجري" بكثافة خاصة أنه في هذه الأيام تشهد جدة قيام العديد من الأعراس والمناسبات، موضحا أنه يصادفنا العديد من التساؤلات من قبل السيدات عن وجود حشرات تتسبب في حدوث تقرحات وجروح للمرأة بعد ارتداء هذه القطع. وأضاف أن وجود "اللانجري" على بسطات البائعين في الأسواق يساهم في نقل الأمراض الجلدية للسيدات، لأنها تكون عادة من النوع الرديء الذي يسبب حكة للجلد وحساسية وتهيج، وربما تنقل أيضا الحشرات لرداءة البيئة التي تباع بها هذه الملابس.
