أحمد العقدي حين أراد الله لهذه الأرض العز والسؤدد بامتداد الجغرافيا وزهو التاريخ، وبما تحويه ترابا وقداسة، هيأ لها عبدالعزيز، وخصّهُ بصفات العظماء، ونبل الإنسان، وفكر وسياسة الملوك.سرى عبدالعزيز، متكئا على العناية الإلهية، فصنع وحدة هي الأنجح في عصرنا الحديث، وزرع نبتة هي الأكثرُ والألذُ جنى في عالم عربي أريد له التفكك والشتات، وجزيرة لم يكن يراد لقبائلها أن يلتئم منها ذلكم الشتات. صنع وطنا وأسسه على قاعدةٍ صُلبة من العدل والإنسانية وتكريس الأمن والعلم .. سار به أبناؤه من بعده نحو الشمس.. وغدت النبتة أشجارا، وراية خضراء ترفرف بالتوحيد للتوحيد.. فكان الوطن الكبير.. وكانت المملكة العربية السعودية قبلة العرب والمسلمين، وجبل العصمة من الطوفان لكل جارٍ أو شقيقٍ لائذ من مشرقِ الأرض إلى مغربها! وأنّى تلتفتّ في أرجائها يُدهِشك منجزها الحضاري الذي يُخطط له ببصيرة ثاقبة، وسعيٍ حثيث يسابق الزمن، ويختزل المراحل في تنمية هدفها ومحورها السعودي/الأرض والإنسان.. حتى استقرت كيانا شامخا ورؤية وثابةً تستشرف المستقبل بأمدائه البعيدة والمنظورة لتكون 2030 محطة للتحول الوطني التنموي، الاقتصادي، الاجتماعي الكبير. ولا عذر لمن يتخلف عن ملحمة التغيير والتشييد.. إذ لم يعد هناك مقعد لمتأخر أو مُتثاقِلٍ عن ركب الوطن ... ولعل السعوديين جميعا يستشعرون أن المواطنة الحقة والانتماء الصادق يكمنان في أن تكون منتميا لذاتك أولا .. تحسّن منك .. تطور قدراتك، وترتقي بمهاراتك.. ولتكون وطنيتك أسلوب حياة مع أسرتك وجارك في شارعك ومقر عملك، داخل الوطن وخارجه.. فحين تفتخر بوطنك وبكونك سعوديا، ينبغي أن تكون مواطنا حقا وبما يكفي ليفخر بك الوطن كواحد من أبنائه.. وأنت تنعم بأمنه واستقراره حتى حين تحيطنا الفتن وتُصٓدِّعُ الأرض زلازلها، ويصبح الأمن على دمك مطلبا عزيزا، والخوف هاجساً، والخبز الطري رفاهية، في بعض دول الجوار والعالم، ينام السعوديون ملء جفونهم (ويسهر الخلق جراها ويختصِم)! وإذا ما قُرعت للحرب الطبول، ألفيت كل سعودي رجل حرب يجود بدمه دفاعا عن وطنه ومقدساته وقيادته .. وبملء عيون الحاقدين قذىً .. سنبقى صفاً قيادةً وشعباً في تلاحمِ يدهش المتربصين بأمننا، ويلوي أعناق المراقبين نحونا دهشة واستلهاماً .. أدام الله على هذا الوطن أمنه واستقراره في ظل قيادتنا الحكيمة.. وكل عامٍ وأنت يا وطني عزيزا شامخا، لا يطالك اللئام.. ولا يفت في عضدك الأقزام.