بينما تعد السياحة الداخلية أحد الروافد المالية لكثير من الدول وتعتمد عليها كمصدر رئيس للدخل، يشكو الزوار والمستثمرون من إهمال تتعرض له منطقة الطائف، التي تتميز بالطبيعة الخلابة الممتدة على مرتفعات الشفا والهدى والتي يرتادها المصطافون من المملكة ودول الخليج العربي، مطالبين الجهات المسؤولة بتذليل المعوقات السياحة. تكدس النفايات قال رئيس مجلس إدارة مجموعة إيفاد أحمد المالكي، إنه تم تحويل الحدائق الكبيرة والمتنزهات المهمة بالطائف وضواحيها إلى مواقع استثمارية وتم تأجيرها على مستثمرين قاموا بتحويلها إلى مدن ألعاب وملاه ومنتجعات وخيام تسويق ويقومون بفرض رسوم دخول على مرتاديها بما يخالف نظام عقود التأجير، وتحولت تلك الحدائق والمتنزهات إلى ما يخالف الغرض الذي أنشأت من أجله ولم تعد متاحة للتنزه، بعد أن أزيل العديد من أشجارها وحدائقها. وأوضح أن هناك جانبا آخر يتمثل في قيام بعض المستثمرين ورجال الأعمال بمجهودات فردية بإنشاء المنتجعات السكنية ودور الإيواء والشقق المفروشة بمنطقتي الشفا والهدا ويقصدها الكثير من المصطافين لقضاء إجازاتهم مع عائلاتهم لتوافر الاحتياجات المطلوبة للمصطافين، والمتمثلة في الحدائق الخضراء والملاهي المجانية والسكن النظيف والمناسب، ويعد الكثير منها نموذجا ومعلما يحتذى به إلا أن الكثير منهم يفكر جديا في عدم الرغبة في مواصلة الاستثمار في هذا المجال، والبعض أغلق منشآته بالكامل أو ينوي عرضها للبيع، بسبب العوائق التي لم تقم الجهات المختصة بتذليلها ومساعدة أولئك المستثمرين وتشجيعهم على مواصلة استثماراتهم في هذا المجال. تراجع الاستثمار قال المستثمر السعودي في الطائف علي السفياني إن معوقات الاستثمار عديدة، أبرزها "اقتصار مدة تشغيل المنشآت على وقت الإجازة الصيفية التي لا تتجاوز 45 يوم تشغيل كحد أقصى فقط، وهى وقت الإشغال لتلك المنشآت وبنسبة لا تتجاوز 75%، وفى بعض الأحيان تصل إلى 100% في أيام الإجازات الأسبوعية من فصل الصيف، وهذا لا يؤدي إلى الوصول للربحية المناسبة للمستثمرين، وكذلك معاملة تلك المنشآت كمنشآت تجارية في احتساب استهلاك التيار الكهربائي طيلة أيام العام، علما بأن تلك المنشآت يتم إغلاقها لمدة 10 أشهر لعدم وجود مرتادين لها خلال فصل الشتاء والموسم الدراسي، وأيضا صعوبة الحصول على المياه، حيث يبلغ سعر صهريج المياه سعة 15 مترا مكعبا 250 ريالا "للرد" الواحد وبعد عناء شديد. وأضاف: "قيام مستثمري الحدائق والمتنزهات التابعة للأمانة ببناء الوحدات السكنية على تلك الحدائق والمتنزهات دون تصاريح بناء وتحويلها إلى منتجعات سكنية ودور إيواء، ومنافستهم لأصحاب المنتجعات ودور الإيواء والشقق المفروشة، أثر سلبا على ملاكها بالتراجع عن مواصلة الاستثمار في هذا المجال". التخلص من المعوقات وضع مدير مجموعة نسائم ليل، عمر المالكي، عددا من الحلول لهذه المعضلات والمعوقات التي يجب أن تقوم الجهات المختصة، وعلى رأسها الهيئة العامة للسياحة والآثار، بتشجيع المستثمرين وملاك المنشآت السياحية الخاصة بمنطقة الشفا والهدا، وأبرزها "إلزام الشركات المنظمة للسياحة الدينية والرحلات بالتنسيق مع ملاك تلك المنشآت، ليستفيدوا من تلك الرحلات من خلال المبيت بتلك المنشآت خلال قيامهم بالرحلات السياحية لها، حيث إن تلك الشركات تستغني عن المبيت في تلك المنشآت، إذ تكتفي بجولات في المنطقة وتقديم وجبات الغداء والعشاء للسياح في الهواء الطلق ثم العودة إلى مكةالمكرمةوجدة، إذ إن إلزام تلك الشركات بتشغيل تلك المنشآت يعود بالفائدة على أصحابها، مما يشجعهم على الاستمرار وتقديم الأفضل وتطوير السياحة في الطائف وتلك المناطق بالتحديد. وأيضا إيجاد البرامج والفعاليات الشتوية بما يكفل توافد السياح على المنطقة لإفادة أصحاب تلك المنشآت التي يقتصر عملها وتشغيلها على موسم الصيف فقط. دور الأمانة قال مدير هيئة السياحة فرع الطائف المكلف المهندس سالم الشهري ل"الوطن" إنه بخصوص الشكاوى من عدم النظافة وقلة توافر الخدمات فهذا يعود إلى أمانة الطائف. نحن في الهيئة دورنا مخاطبة مجلس تطوير السياحة في الطائف والمحافظ كمرجع إداري لطرحها على مجلس التنمية السياحي ويتبناها الأمين. وأضاف "لم يرفع أحد لنا شكوى شفهية أو على الخط المجاني وإلا لكنا رفعنا للجهة المعنية، فعندما جاءت شكوى حول التعطيل الموجود في نقط التفتيش رفعنا الأمر إلى المحافظ لتغيير موقعها كي لا تؤخر السياح وتؤثر على السياحة". وتابع "سيتم رفع خطاب عن عدم النظافة لأنه يؤثر على مستوى السياحة في حال تقدم أحد بشكوى، لكنني لست صاحب القرار، والنفايات في الشفا والهدا من شأن البلدية، إنما لن نغفل أي شكوى". واستطرد بالقول "ندعو الجميع لطرق باب هيئة السياحة، بمن فيهم المستثمرون، وسنطالب الجهات المعنية بتقديم كافة الخدمات المطلوبة لهم، لأن لدينا ثقلا حكوميا، ونعمل على توصيلها بصورة رسمية. وكل ما يخص السياحة نتدخل فيه لمعالجته وتطويره، لكن هناك أمورا ليست من اختصاصنا المباشر، نحن دورنا يقتصر على الفنادق ودور الإيواء والأماكن التي يقصدها السياح والزوار".