فيما تتحدث أوساط عسكرية ودبلوماسية عن اقتراب صفقة جديدة بين روسياوالولاياتالمتحدة قد تنهي الصراع في سورية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، أن بلاده كانت تأمل أن تستمر عملية القوات الجوية الروسية في سورية بضعة أشهر، ولكن لا نهاية تلوح في الأفق لهذا العمل. واعترف بوجدانوف أمام لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي، بأنه "عندما بدأت أعمالنا النشطة وانضمت قواتنا الجوية الروسية إلى الحرب ضد الإرهابيين، كان أملنا حينها أن العملية ستستمر عدة أشهر. واليوم ونحن نحتفل بالذكرى السنوية، لا نرى إلى الآن نهاية لعملنا هذا". جاء ذلك قبيل ساعات من انتهاء السنة الأولى بتواجد القوات الروسية على الأراضي السورية. وفي الوقت نفسه تحدثت مصادر في الدوائر الدبلوماسية والعسكرية الروسية بأن وزارتي الدفاع الروسية والأميركية جاهزتان خلال الأيام القريبة المقبلة لتنسيق برنامج مؤقت للتعاون في سورية.
آليات أساسية حسب المصادر فإن هذا البرنامج يحدد الآليات الأساسية لتبادل المعلومات عن عمل طائرات كل طرف، إضافة إلى تحديد ترتيب عمل كل طرف في الحالات الاستثنائية. والعمل على إعداد الوثيقة المعنية بلغ مرحلته النهائية، وقد يُنجز خلال الأيام القريبة المقبلة. وسيحصل العاملون في قاعدة "حميميم" وفي مكتب عملية "العزم الراسخ" في بغداد على وثائق تحدد نظام تبادل المعلومات والجدول الزمني لتقديم التقارير. كما أن هناك بروتوكولا خاصا بالحالات الاستثنائية. وأوضحت المصادر أنه يتم حاليا تبادل المعلومات بين عسكريي الجانبين على أساس الاتفاقات الشفهية التي تم التوصل إليها خلال لقاء أجري يوم 22 من سبتمبر الجاري.
الخطة البديلة أدلى نائب وزير الخارجية الروسي، بتصريحات ملتبسة أمام المجلس الفيدرالي الروسي، وصفها المراقبون بأنها تهدف إلى تهدئة الرأي العام الروسي بعد عام من وجود القوات الروسية خارج أراضيها، والتمهيد لصفقات قريبة مع الولاياتالمتحدة أو على الأقل إعطاء انطباع للرأي العام بأن هناك صفقات قد تنجح بين موسكووواشنطن. وقال إن مسؤولين أميركيين يلوحون بوجود خطة "ب" بشأن سورية، ويعولون على حل عسكري للأزمة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. وهدد بأن موقف بلاده المعارض لمواصلة الحرب في سورية كبديل عن الاتفاقات المبرمة بين موسكووواشنطن، وأضاف "ليس أمامنا إلا بديلان: إما مواصلة الحرب، أو بذل المزيد من الجهود في مسعى لوضع حد لهذه الحرب". وأشار إلى أن فرص تطبيق الاتفاقات الروسية الأميركية بشأن سورية لم تسقط بأكملها بعد، و"لا يزال هناك أمل.. وعلى أي حال تنتهي كل حرب بإحلال السلام".
رسائل تحذير رأى خبراء أن هذه التصريحات تتضمن رسائل تحذير للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بأن القوات الروسية ستبقى في سورية إذا لم يتم الاتفاق حول صفقة معينة. ومن جهة أخرى، اعتبروها رسالة طمأنة لنظام دمشق وطهران اللذين يظهران تململا من الاتفاقات الروسية مع الأميركيين.
تبادل المعلومات أشار رئيس كرسي الدبلوماسية في معهد موسكو للعلاقات الدولية السفير المفوض فوق العادة ألكسندر بانوف، إلى أن لدى الجانبين الروسي والأميركي رغبة في الاتفاق بشأن تبادل المعلومات بين العسكريين، بغض النظر عن المطالبات المتبادلة في الفترة الأخيرة، مشددا على أن الإرادة السياسية موجودة لدى الطرفين، مؤكدا أنه لا مفر من الاتفاق بين موسكووواشنطن بشأن التعاون، لأن تسوية الأزمة من دون الانتصار على الإرهابيين ستكون مستحيلة. وأضاف أن المشكلة الكبيرة في التعاون الروسي– الأميركي تكمن في توضيح أي المجموعات مع تنظيم داعش وأيها ضده.
مجرد تكرار عدّ مراقبون هذا الكلام نسخة طبق الأصل من التصريحات الرسمية للخارجية الروسية، ومجرد تكرار لافتراضات قد لا تكون موجودة إلا في رؤوس الذين يرددونها. إذ إن الخلافات أعمق بكثير من محاربة الإرهاب، وتتعلق بملفات ربما تكون بعيدة عن سورية نفسها، في الوقت الذي لا يدفع فيه الثمن إلا المواطن السوري الواقع تحت ضربات النظام والإرهاب معا.