لا يكاد إنسان يخلو من هَمّ يعتريه، أو هاجس يقلقه، أو طارئ ينغص عليه معيشته، وليس أولى من أن يبتدر الإنسان إلى ما قاله الناصحون حول الأساليب المثلى لكيفية التعامل مع هذه الوقائع. فبعضهم من تجربة، وآخرون من علم استجلوه وسبروا أغواره، حتى دانت لهم نواصيه وتدانت إليهم قواصيه، ولعل في عباب أسفار التنمية الذاتية وما أنتجت من أدبيات وأقرت من حقائق؛ ما يوحي بجدوى الاهتمام بتلك الجوانب المرتبطة بواقع الإنسان، والمؤثرة في إنتاجه -إن إيجابا أو سلبا- فقد تبوأت هرم التجلي لمريديها، وكأنها تؤشر إلى كنوز ثمينة تستبطن تلك الأدبيات؛ لتثري واقع الإنسان بتوهجات إرشادية محكمة، تضبط له الوجهة وترسم له الطريق. إلا أن البعد الإيماني بما يقتضيه من رضا بمحكمات القضاء، يظل المؤول الحصين والظلال الوارف المتين، الذي تتفيأه النفوس المنهكة، لتجد في كنفه ما يعينها على مكابدة الآلام، وتجديد الآمال، فتسمو إلى مغالبة الشدائد، وقد تدرعت بما يحصنها من نوازع القنوط ومدارج السقوط. ثم إن الارتهان لأخطاء الماضي ومآسيه يشغل الحيز الأكبر من قائمة الأسباب الدافعة إلى خمول الحاضر وضبابية المستقبل. فضغوطات الحياة تتجذر عندما تغيب الأساليب العلمية المبنية على تجارب الحياة ودروسها، فلعلنا نستجلي جانبا مبسطا لكيفية التعامل مع ضغوطات الحياة وأكدارها يضاف إلى ما سبق، إذ نوجزه في الآتي: - لا تعد إلى الماضي متحسرا بل عد إليه معتبرا، دون أن تجعل من أخطائه معوقات لقاطرة الحاضر. - أقم نفسك على نظام التجزئة المدروسة للوقت، من خلال إثرائه ببرنامج عمل منتظم، تلتزم بتطبيقه وتقوم بمتطلباته. - دع الأمل يشرق في أعماقك، وعززه بالتفاؤل، وأردفه بالتركيز على الجوانب المضيئة في الحياة. - تأس بالعظماء وطالع سيرهم، لتعلم أن العمل الجيد يذهب ألمه، وتبقى لذته، وأن الإبداع يلد من حاضنة الألم. - اعمل وفق مبدأ التوزيعات العادلة للوقت، فقد أثبت صلاحه، فأعط لنفسك حقها وأسرتك ومجتمعك، ولا تدع جانبا يطغى على الآخر. - الاهتمام بالصحة والتعليم والاقتصاد والعلاقات الإنسانية ركائز مهمة لكل نجاح. - اعلم أن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر؛ عدا المصيبة فإنها تصغر مع مرور الوقت. - لولا البأساء لما عرفنا قيمة النعم. - تذكر نعم الله عليك ولا تلهيك العوارض المحزنة عن ذكرها؛ والإقرار بفضل الله عليك فيها. - قد تشتد ظلمة الليل، إلا أن انتظار الفجر يذهب برهبتها، ويجعل منها مرحلة مؤقتة لبزوغ النور وانتشار الضياء. - ما أعظم أن نواجه المآسي بنفس واثقة مفعمة بروح النصر. - كل شيء سينتهي ولا يبقى إلا وجه الله، فالخالق - جل وعلا- لم يخلق خلقا إلا وهو المدبر له والأعلم بمصالحه.