بعد رصد مراكز أبحاث الصحة النفسية في السعودية، اتضح أن المملكة لا تملك مراكز أبحاث متخصصة، بل تعتمد فقط على إدارة عامة للبحوث والدراسات. في حين تصدرت الولاياتالمتحدة قائمة أكثر الدول إنتاجا وتمويلا للبحوث في مجال الصحة العقلية بالعالم، كشفت "الوطن" أن المملكة لا تملك سوى إدارة عامة للبحوث والدراسات تقوم بعمل الأبحاث في مجال الأمراض النفسية، وبعض الدراسات والأوراق التي تقدم بين الفترة والأخرى بمجهودات شخصية من بعض الأكاديميين والأطباء. وبلغ عدد الأبحاث المجازة من قبل وزارة الصحة خلال الأعوام الأربعة الماضية نحو 30 بحثا، الأمر الذي اعتبره عدد من المختصين والمتابعين تراجعا عن دول العالم المتقدم الذي يعنى كثيرا بتمويل هذه الأبحاث وإجرائها. إدارة للبحوث "الوطن" تواصلت مع الإدارة العامة للتواصل والعلاقات بوزارة الصحة التي ذكرت أن مجموع الأبحاث التي أجيزت خلال الأعوام الأربعة الماضية لم يتجاوز 30 بحثا، وهي التي انطبقت عليها اشتراطات الجودة العلمية والأخلاقية، ومنحت لها الموافقات الأخلاقية من خلال لجان الأخلاقيات البحثية المختلفة التابعة للوزارة للتأكد من سلامة وحقوق المرضى المشاركين في تلك الأبحاث. وقالت الوزارة في ردها على الاستفسارات حول عدد المراكز البحثية الخاصة بالأمراض العقلية والنفسية، إن الإدارة العامة للبحوث والدراسات في الوزارة هي من تتولى هذا الملف. 32 ممولا رئيسيا عالميا، قال قائد أبحاث في مؤسسة "راند أوروبا" ستيفن وودينج، والزميلة الباحثة في معهد السياسة بكلية "كينجز" في لندن إلكسندرا بوليت إن مجال البحوث المتعلقة بالصحة النفسية واسع بصورة معقدة في جميع أنحاء العالم. وإنه يغطي مجموعة متنوعة من الظروف الصحية التي يهتم بها عدد كبير ومتنوع من الباحثين ومنظمات التمويل. وهذا يشكل تحديات كبيرة لتنسيق إجراء البحوث. وأجرى الباحثان دراسة مدعومة من قبل التحالف الدولي للصحة العقلية ومن ممولي الأبحاث، تعكس لمحة فريدة وشاملة للبحوث الصحية العقلية والتمويل العالمي ل"النظام الإيكولوجي". وتكشف من هم الممولون الرئيسيون وأنواع البحوث التي يدعمونها. وترافق الدراسة لمحات ل32 من الممولين التي تظهر مدى ارتباط إستراتيجياتها مع بعضها البعض. وقامت الدراسة كذلك في ورقة نشرت بين عامي 2009 و2014، أبحاث بتحليل ما يقرب من 230 ألف ورقة، بدعم من أكثر من 1900 من الممولين. دور القطاع الخاص على الرغم من أن التمويل الحكومي يدعم معظم الأوراق البحثية ب67%، وجدت الدراسة أن الجمعيات الخيرية والمؤسسات غير الهادفة للربح من أكبر قطاعات ممولي الأبحاث، وهو ما يمثل 39% من الممولين بشكل عام. إن بعضا من أكبر المنظمات لم يكن لديها مراكز صحية عقلية لتتولى تمويلها الأولي، لكنها تقوم بتمويل عدد كبير من البحوث المتعلقة بالصحة النفسية. وأحد الأمثلة على ذلك مؤسسة القلب البريطانية، وهي مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تهدف إلى معالجة أمراض القلب. غياب الدراسات والمراكز أفاد استشاري الطب النفسي الدكتور علي زائري بأن المملكة تفتقد وجود مراكز بحثية متخصصة في مجال الطب النفسي، وتكتفي بالمؤتمرات الدولية والإحصاءات العالمية التي تفتقد الدقة، خاصة تلك الدراسات والإحصاءات الخاصة بالمملكة، إذ إنه لا يعرف حجم انتشار الأمراض النفسية ولا يوجد لدينا أي إحصاءات أو دراسات محلية. الولاياتالمتحدة تتصدر كشفت الدراسة أن الولاياتالمتحدة تعد أكبر منتج للبحوث في مجال الصحة العقلية، ففي حوالي 36% من جميع الأوراق يوجد واحد على الأقل من المؤلفين الأميركيين الأساسيين. وكانت الولاياتالمتحدة أيضا موطنا ل31% من ممولي الأبحاث الذين تم تصنيفهم بأبرز المنظمات والإدارات في الحكومة الاتحادية. وكانت المعاهد الوطنية للصحة الأميركية (NIH) والمعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) من أكبر الممولين عموما، ولكن ممولي البحوث الآخرين، مثل المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (النداء)، والمعهد الوطني للشيخوخة، وقسم شؤون المحاربين القدامى، ظهروا أيضا من بين أعلى 10 ممولين عالميين.