طالب الباحث في تاريخ المدينة عدنان عيسى العمري بحفظ الموروث الحجازي، والتأكد من نسبته وأصوله قبل عرضه في المحافل الدولية أو تسجيله في المنظمات الثقافية كفن أو موروث حجازي، مشيرا إلى أن عددا من الفنون والمأكولات الشعبية القادمة مع الهجرات الوافدة للمدينة، مثل لعبة المزمار وبعض الأطعمة، مثل المنتو والرز البخاري أصبحت تعرض كموروث حجازي، معتبرا ذلك "طمسا وتضليلا للهوية الحجازية". وقال في مداخلته على المحاضرة التي أقامها صالون السقيفة بنادي المدينةالمنورة الأدبي مساء أول من أمس بعنوان "التمازج الحضاري في المجتمع المديني كأنموذج عالمي"، التي قدمها الباحث الدكتور صالح عسيلان وأدارها محمد الشريف، أن ما يعرض بالمحافل والمهرجانات العالمية وينادى بتسجيله في الهيئات والمنظمات العالمية للثقافة كموروث لأهل المدينة "مغالطات" يجب التصدي لها من بينها لعبة المزمار وهي فلكلور شعبي أفريقي قدم للمدينة مع المهاجرين القدامى، وأصبح من الثقافات الموازية التي تمارس في المدينة ولا تعتبر فن أصلي لأهلها، يجب في تعريفه أن يرد لأصوله الأصلية. الدوران حول النار زاد العمري أن الدوران حول النار من الطقوس الوثنية القديمة التي كانت تحرمها العرب، مشيرا أن القرقشندي ذكر 16 عادة ارتبطت بطقوس العرب مع إشعال النار لم يذكر منها لعبة المزمار، كما أن الصور القديمة تثبت أنها فلكلور شعبي أفريقي ليس لعرب الحجاز علاقة به، ومن المغالطات أن تسجل مثل هذه الفنون التي أدخلت فيها عبارات وكلمات غير عربية للفن الحجازي. وأضاف لا يعني نفي نسبتها كثقافة من ثقافات للحجاز أو المدينة أننا ننتقص منها، لكن المقصود هو إعادتها لأصولها وأنها من الثقافات المهاجرة التي وصلت الحجاز، يجب أن تعاد لأصولها عند عرضها في المحافل والمواقع الرسمية لحفظ التراث. 19 مكونا ثقافيا كان الباحث محمد صالح عسيلان قد أكد في محاضرته التي حضرها جمع من المثقفين أن الثقافات القادمة للمدينة المنورة على كثرتها وتنوعها التأثير لم تستطع التأثير على الثقافة السائدة، مشيرا إلى أنه بالعودة لما ذكره المؤرخ الأنصاري الذي حدد في كتاب له التركيبة السكانية للمدينة المنورة في الفترة 1195 حتى عام 1345 وجد أن عدد سكان المدينة وصل 200 ألف نسمة ويتكون من 19 مكونا ثقافيا.