بعيدا عن المساحات الشاسعة لجديد المولات وإضاءتها المبهرة، تقف أسواق جدة الشعبية في وجه طوفان التحديث، بشموخ ماضيها، تستقطب زبائنها خلال الأيام الأخيرة في رمضان وبكثافة عالية تفوق ما تستقطبه بعض المولات الكبيرة من زبائن. ويقول محمد الشهري صاحب أحد المحلات في سوق الأمير متعب الشعبي جنوبجدة "لا يهتم زبائننا بالتفاصيل طالما أننا نوفر نفس بضائع المولات وبأسعار منافسة، نحن لا ندفع مثل ما يدفعون من إيجارات ورواتب عمالة وديكورات، ويصب ذلك كله لمصلحة الزبون". ويضيف الشهري أن المولات قد تتفوق على الأسواق الشعبية في باقي أيام السنة، ولكن في المواسم تنتصر الأسواق الشعبية. ويؤكد عطا الله المطيري أن الرجال يفضلون الأسواق الشعبية، وكذلك من كانت ميزانيته محدودة في الشراء لعيد الفطر، أو من لديه عائلة كبيرة، مشيرا إلى أن معارض تلك الأسواق بدأت تنافس المولات في توفير بضائع جيدة الصنع بمقابل مادي أقل، ويشاركه صالح المطيري قائلا إن تنوع البضائع وكثرة المحلات وكذلك إمكانية المساومة في السعر يجعل الأسواق الشعبية خيارا أفضل هذه الأيام. وتشتهر في جدة أسواق شعبية يأتي في مقدمتها أسواق المنطقة التي ما زالت تحوي لمسات من الحياة التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي القديم التي تتركز حاليا حول مساجد وأسواق المنطقة، حيث تنتشر بعض محلات الحرف الشعبية والتقليدية القديمة. ومن أشهر أسواق المنطقة التاريخية قديما وحديثا والتي تشكل شريان المنطقة الاقتصادي والحيوي: * سوق العلوي * سوق البدو * سوق قالب * سوق الندى وكذلك تشتهر أسواق شعبية وسط أحياء جدة: * سوق الصواريخ * سوق الأمير متعب * سوق البوادي * سوق الخيمة من جهته، أكد رئيس لجنة المراكز التجارية في غرفة جدة محمد إقبال علوي أن أمر تنظيم الأسواق الشعبية يعود إلى عدة جهات حكومية، مثل الأمانة والدفاع المدني ووزارة التجارة، مبينا أن لجنة المراكز التجارية تشرف على المولات والمراكز التجارية الكبرى دون أن تتطرق لتلك الأسواق.