رفض تيار المستقبل وفريق 14 آذار في لبنان، مقترحات رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بشأن ما سماه "حزمة متكاملة" تقضي بإجراء انتخابات تشريعية ثم رئاسية مع الاتفاق على شكل الحكومة القادمة وقانون الانتخابات، معللين ذلك بأن حزب الله الذي عطل الحياة السياسية في لبنان لا يمكن الوثوق به، وبأنه ينفذ أجندة إيرانية لا تمثل الإرادة الشعبية في البلاد. وأبدى تيار المستقبل تخوفه من إقامة انتخابات تشريعية قبل الرئاسية، لافتا إلى أن ذلك من شأنه إسقاط آخر مؤسسات لبنان الدستورية، في إشارة إلى أن حكومة الرئيس تمام ستستقيل دستوريا في حال الموافقة على حزمة بري، وهو ما وصفه أعضاء من تيار المستقبل بالمجهول والمدمر الخطير. ويرى بري عقد مؤتمر "الدوحة 2"، ولكن في بيروت هذه المرة، في أغسطس المقبل، من أجل مناقشة السلة الكاملة، والخروج باتفاق ملزم، ينهي الأزمة القائمة والفراغ الرئاسي الذي استمر أكثر من عامين، مشددا على عدم التمديد للبرلمان الحالي. استمرار طاولة الحوار رفض رئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة، طرح رئيس مجلس النواب، مفضلا استمرار طاولة الحوار في مناقشة ملف رئاسة الجمهورية، مبينا أن عقد مؤتمر الدوحة "2" ربما يقود إلى فرض رئيس بالأمر الواقع كما يريده حزب الله، وقال "وبعد ذلك يتسنى للحزب اختيار قانون الانتخابات الذي يريده، وكذلك قائد الجيش المناسب لمخططاته الإستراتيجية". على الصعيد ذاته، عبر النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل، عمار الخوري، في تصريح، إلى "الوطن"، عن ترحيب تياره بأي مبادرة تحت سقف اتفاق الطائف، وقال "ليس لدينا مانع في طرح أي سلة متكاملة للخروج من الأزمة القائمة على أن يضاف إلى ملف رئاسة الجمهورية والانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة، مسألة سلاح حزب الله غير الشرعي".
سلاح حزب الله كرر الخوري رفضه حزمة الرئيس بري، مؤكدا أنها لن تدرج سلاح حزب الله غير الشرعي في قائمة الحلول، وأردف "لا يمكن أن نثق بوعود حزب الله بالتزام تنفيذ بنود الحزمة، لأنه سبق أن أعطى تعهدات عام 2006 فيما يتعلق بموضوع السلاح خارج المخيمات ولم يف بها، وقدم تعهدات في مؤتمر الدوحة عام 2008 بعدم استعمال السلاح في الداخل وعدم الاستقالة من الحكومة لكنه لم ينفذ". وأردف "تعهد حزب الله باحترام نتائج انتخابات عام 2009 لكنه لم يف بهذا الالتزام أيضا، وكذلك وافق حزب الله على إعلان بعبدا ثم تملص منه، وبناء على ذلك فإننا لا نثق به، ومبادرة الرئيس نبيه بري لا تحظى بالإجماع، وستبقى جلسات الحوار المرتقبة في بداية أغسطس المقبل كما هي". ويأتي ذلك وسط استمرار الشغور الرئاسي أكثر من عامين، وتصاعد الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين، وتعنت حزب الله لتنفيذ أهداف إيران في بيروت.