فيما قدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد النازحين من الفلوجة منذ بدء العمليات العسكرية فيها بأكثر من 43 ألف نازح، منهم 10 آلاف شخص، فروا بين 11 و13 يونيو الجاري إلى عامرية الفلوجة، طالبت 100 منظمة حقوقية دولية "غير حكومية" المفوض السامي ومجلس حقوق الإنسان، بالتحرك لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في الفلوجة. ودعا رئيس مركز جنيف الدولي للعدالة، الدكتور ناجي حرج، في بيان ألقاه بالنيابة عن أكثر من 100 منظمة حقوقية من مختلف دول العالم أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى بذل جميع الجهود الممكنة لوقف المجازر وإصدار قرار دولي بوضع ميليشيات الحشد الشعبي على قوائم الإرهاب. وقال حرج في تصريحات إلى "الوطن"، إن مدينة الفلوجة تشهد عمليات عسكرية منذ 22 مارس الماضي، لتحريرها من قبضة تنظيم داعش، وأن هذه العمليات تشارك فيها وحدات من الجيش العراقي وفصائل من الميليشيات المسلحة، تحت غطاء جوي أميركي، وبمشاركة ودعم من المستشارين العسكريين الإيرانيين، مشدداً على أن الهجوم على الفلوجة تحول إلى حرب مفتوحة ضد المدنيين الأبرياء في المدينة، بالقصف براً وجواً استخدم خلاله أكثر الأسلحة فتكاً وتدميراً، وسقط جراءه مئات الضحايا الأبرياء. جرائم الميليشيات اتهم حرج، ميليشيات الحشد الشعبي بارتكاب أبشع أنواع الانتهاكات، بحق أهالي الفلوجة المدنيين الذين لجؤوا إليهم، بداية من ممارسة أقسى أنواع التعذيب، وصولاً إلى ارتكاب جرائم إعدام جماعية لمئات المدنيين بطرق وحشية والتمثيل بجثثهم، وحرق مئات من النازحين وهم على قيد الحياة. وأضاف "نحن أمام جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان وفق القانون الجنائي الدولي تستهدف المكون السني في العراق، ويجب على هيئات الأممالمتحدة اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان، وعلى رأس تلك الإجراءات إرسال لجنة تحقيق وتقصّ دولية، وإصدار قرار دولي يحصر عمل الميليشيات المسلحة الطائفية، مؤكدا أن مركز جنيف الدولي للعدالة وثق الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الحشد الشعبي وبعض القوات الحكومية والتي تنفذ عن عمد وتخطيط وضمن خطة واسعة النطاق تستهدف تحديداً المكون السني في العراق. تصريحات مثيرة للسخرية وصف حرج تصريحات المسؤولين العراقيين حول الانتهاكات بأنها نتاج تصرّفات فردية بالأمر المثير للسخرية، مؤكداً أن كل الدلائل تشير إلى الاشتراك في هذه الانتهاكات، وأن تكرارها يؤكد التخطيط لها من أجل هدف محدد موجه ضد مكون بعينه، موضحا أن ما يجري في الفلوجة هو مرحلة متقدّمة من هذه الخطة التي استهدفت أولاً العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها، حيث تم تهجير مئات الآلاف، ثم محافظات صلاح الدين وديالى والتأميم. ولفت حرج إلى أنه على تواصل مع الأممالمتحدة وهيئات حقوق الإنسان لتثبيت كل تلك الانتهاكات، مؤكدا على عدم رضاه عن تعامل الأممالمتحدة مع الأوضاع في العراق وعجزها حتى الآن عن وقف المجازر ضد المدنيين.
مساعدة النازحين ذكرت بعثة الأممالمتحدة في العراق "يونامي" في بيان صحفي، أن المنظمة الدولية للهجرة تقوم بمساعدة النازحين من الفلوجة، وأغلبيتهم في منطقة العامرية من خلال توزيع ما يقارب من 3600 طرد من المواد غير الغذائية. ويشير تقرير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن عدد النازحين داخليا في كل أنحاء العراق يقدر بحدود 3 ملايين فرد، و500 ألف أسرة منذ الأول من يناير عام 2014 وحتى 26 مايو عام 2016، تعود غالبيتهم إلى محافظتي الأنبار ونينوى، أما بقية السكان النازحين فهم يعودون ل8 محافظات من محافظاتالعراق ال18. وأوضح البيان أن العديد من العراقيين بدؤوا بالعودة إلى مواقعهم الأصلية، مبينا أن قرابة 700 ألف فرد، و100 ألف أسرة عادوا اعتبارا من 26 مايو الماضي.
حيثيات المنظمات الحقوقية الحشد الشعبي ميليشيا طائفية يمارس التعذيب ضد الأهالي يعدم المدنيين بطرق وحشية يحرق النازحين وهم أحياء يستخدم أسلحة فتاكة ينفذ جرائمه بأساليب منظمة