في وقت أعلنت شركة مصر للطيران أنها ستتعاقد مع شركة فرنسية وأخرى إيطالية، للمساعدة في البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرتها التي تحطمت في البحر المتوسط، الخميس الماضي، أكد عضو الاتحاد الدولي لسلامة الطيران، المهندس محمد سلامة، أن حوادث الطائرات تُردّ في الغالب إلى أخطاء بشرية بنسبة تراوح بين 70 إلى 80 %، مشيرا إلى أن هذه الأخطاء ربما تكون في الصيانة، أو من جانب المراقبين الجويين وطاقم القيادة. وقال سلامة في تصريحات إلى "الوطن"، إن هناك أخطارا تواجه الطيارين خلال القيادة، منها الحريق والأجواء السيئة كالسحب الرعدية، كذلك ظروف وعوامل أخرى كالفشل التام لأحد أو جميع أنظمة الهيدروليك، المرتبطة بأنظمة التحكم الرئيسية في الطائرة، لافتا إلى أن كل هذه المشكلات يتم تدريب الطيارين على التعامل معها مسبقا بشكل مكثف، ولا يتم تعيين الطيار على رحلة حقيقية إلا بعد اجتيازه كل الاختبارات والفحوص. وأشار سلامة إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون بين الملاحين والطيار، ومتابعة كلاهما للآخر، وإبلاغه بالملاحظات الطارئة لتفادي الأخطار والكوارث المقبلة، وأضاف "عند حدوث مشكلة في ضغط المقصورة، يجب على الطيار النزول فورا إلى ارتفاع 10 آلاف قدم، وهو الارتفاع الآمن، حيث يتوافر الأكسجين للتنفس كإجراء احترازي أولي، كما أن هناك مشكلات تستدعي الهبوط الاضطراري في أقرب مطار دون تأخير". وبين أنه في حال حدوث عطل في أحد محركات الطائرة، أو شرخ في نافذة قمرة القيادة، يكون بإمكان قائد الطائرة الإبلاغ عن المشكلة التي لديه، ولو اضطر إلى إصدار نداء استغاثة عبر موجات الأجهزة أو الراديو، خلال الاتصال الصوتي، موضحا أن هذا الأمر لم يحدث مع الطائرة المصرية، ومن ثم فإن سقوطها يعود إلى أن شيئا مفاجئا حدث، لم يمهل الكابتن الوقت الكافي لإصدار النداء، أو لعطل أصاب أجهزة الاتصالات والاستغاثة.