شنت صحيفة واشنطن بوست هجوما على المرشح الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه متطرف سيجر الولاياتالمتحدة إلى مخاطر جسيمة، في حال انتخابه رئيسا. وأوضحت الصحيفة عقب إجرائها مقابلة مع ترامب، أن حديثا صحفيا استمر نحو ساعة برهن على عدم صلاحيته لتولي منصب الرئاسة، معللة ذلك بأن لديه "نزعة متأصلة لتجاهل الحقائق والبراهين". وأكدت أن وصوله للبيت الأبيض يشكل خطرا داهما على مستقبل أميركا. وضربت مثالا على ذلك بإجابته عن سؤال حول ما إذا كان هناك تفاوت في إعمال القوانين على أساس عنصري؟ فأجاب: "قرأت أن هناك تفرقة، وقرأت أنه لا توجد هناك تفرقة، أعني أنني قرأت عن وجود الاثنين، وليس لدي رأي بشأن ذلك". التمييز ضد المسلمين عن كيفية تطبيقه حظرا على دخول المسلمين أميركا، قال إن على الولاياتالمتحدة أن تبدأ هذه العملية، ملوحا بوجود استثناءات لم يوضحها. وعن التفاوت بسبب العنصر والفقر في المدن، قال إن الحل في خلق فرص العمل، والكيفية هي إنشاء "مناطق اقتصادية وحوافز ورفع الروح المعنوية لسكان أواسط المدن وإعطائهم الأمل". وعلقت الصحيفة على ذلك بقولها إن التكتم على السياسات يجعل من المستحيل إقامة النقاش الذي تعتمد عليه الديموقراطية، مضيفة أنه في الوقت الذي يكون فيه الغموض مفيدا أحيانا في الدبلوماسية، فإن غياب الوضوح يمكن أن يكون خطرا، مشيرة إلى أنه يدفع الخصوم ليكونوا عدوانيين ويدفع الحلفاء إلى البحث عن أصدقاء جدد. وتقول الصحيفة إن فقدان الأصدقاء لا يقلق ترامب الذي وصف تحالفات أميركا الرئيسية "التي ساعدت على حفظ السلام خلال نصف القرن الماضي" بأنها أصبحت بالية، مضيفة أن الناتو بالنسبة له مكلف ماليا. وتساءل ترامب خلال المقابلة الصحفية عن سبب عدم دفع اليابان وكوريا الجنوبية تكلفة القواعد الأميركية لديهما بنسبة 100 %، وقال إن الولاياتالمتحدة لا تكسب شيئا بوجودها العسكري في مناطق أجنبية لحفظ السلام، مشيرا إلى أن ذلك كان له معنى عندما كانت أميركا دولة قوية وغنية جدا، وأردف "لكننا اليوم دولة فقيرة". الأهداف والوسائل ردا على سؤال حول ارتفاع درجة حرارة الأرض، قال "لست من المؤمنين المتحمسين للرأي القائل إن التغير المناخي سببه النشاطات البشرية". وعلقت الصحيفة بأن ترامب في إجابته هذه لا يختلف عن كثير من السياسيين الجمهوريين هذه الأيام، "لكن لا أحد يضاهيه في وجود فجوة كبيرة بين أهدافه الواسعة وغياب الاقتراحات العملية لتحقيقها". واستنجد بمحاميه حين سئل عن كيفية تعديل قوانين التشهير والقذف التي أعلن أنها ستكون أحد أهدافه فقال "دعوني أطلب محاميّ ليوضح لكم ذلك"، وأشارت واشنطن بوست إلى أن ضيفها يعتقد أن الصحيفة متحيزة ضده. يذكر أن الأسئلة التي تلقاها ترامب شملت محاور منها: العنف في مهرجاناته الخطابية، وتعزيز الديموقراطية في الخارج، والسباب وتهديد المنتقدين وغير ذلك.