في حين اعتبر الناقد حسين بافقيه اختلاف الدكتور عالي القرشي مع مؤلف كتاب "أبعاد الطائف الشخصية" قليل الثبيتي الذي نشرت تفاصيله أمس "الوطن" بوادر معركة أدبية جديدة، أشعل بافقيه صفحته على موقع تويتر بالعديد من الأسئلة التي لم يورد لها إجابة. وقال بافقيه: هل كان موضوع كتاب عالي القرشي فذا نادرا، فلا يحق لأحد غيره الخوض فيه؟ وهل كانت النصوص الشعرية التي تضمنها كتاب عالي حصرية؟ ولماذا لم يُشر قليل الثبيتي إلى كتاب عالي القرشي؟ وهل تجب الإشارة إلى كتاب مشابه في الموضوع؟ وهل الكتابة في موضوع ما تعني وكالة حصرية للكاتب دون سواه من المؤلفين؟ وهل كان على قليل الثبيتي أن يستأذن من عالي القرشي قبل تأليف الكتاب؟ وهل من مهام لجنة المطبوعات في نادي الطائف الأدبي سؤال قليل الثبيتي؟ فلم لم تشر إلى كتاب عالي القرشي ولم لم تذكره بخير أو بشر؟. لكل شيخ طريقة لم أقرأ أن الدكتور عالي القرشي اتهم الأستاذ قليل الثبيتي بالسرقة، وإنما إغفاله لكتابه "شخصية الطائف الشعرية" الصادر عام 2000. واتهمه بالتشابه التام بين عنواني الكتاب: "شخصية الطائف الشعرية" للقرشي، و"أبعاد الطائف الشعرية" لقليّل الثبيتي. أما إغفال قليل لكتاب عالي، فكان ينبغي أن يشير إليه إما في المقدمة، أو في المراجع، ولا يضير ذلك كتاب قليل، وهذا ما اعتاده المؤلفون قديمًا وحديثًا. ومهمة البحث تصعب جدًّا حين نكتب في موضوعٍ بُحِثَ من قبل، لأننا مطالبون، حينئذٍ، بالجديد، ولأن القراء سيوازنون، هنا، بين الكتابين. ومن الواضح أن هناك تشابهًا في عنواني الكتابين: "شخصية الطائف الشعرية" للقرشي، و"أبعاد الطائف الشعرية" لقليل، ووجه الاختلاف "شخصية" و"أبعاد". وأتصور أن بإمكان باحث ثالث الانقطاع إلى دراسة جديدة عنوانها "ملامح الطائف الشعرية"، أو ما يقاربه، فالمجال مطروق في غير مدينة وناحية. أما المسألة المشكلة فهي: لِمَ أغفل قليل الإشارة إلى كتاب عالي؟ وهو معروف منذ 16 سنة، وقليل حاز درجة الماجستير، ويعرف أدبيات البحث. سأفترض أن قليل الثبيتي لا يعرف كتاب عالي! وهذا احتمال ضعيف لأسباب كثيرة، منها المعاصرة والمكان، وأصول البحث. سأفترض أن قليل الثبيتي يعرف الكتاب، لكنه آثر أن لا يرجع إليه، حتى لا يتأثر بعالي، فيصبح كتابه، وكأنه حاشية عليه، وهذا ممكن جدًّا. ولكن كان حريًّا به -لو صح هذا الافتراض- أن يرجع إلى كتاب عالي، فعسى أن يفيد منه، أو يصححه، أو ينقضه، أو يذكر عيوبه، حتى يدرأ عن نفسه ما حدث. لكنني، كذلك، لا أفهم أن كتاب قليل ابن جديد لكتاب عالي! وليس من الضروري أن يكون كتاب عالي هو المرجع الرئيس لقليّل، فالمادة الشعرية متاحة للجميع. كما أن فكرة الكتاب ليست جديدة، وبخاصةٍ منذ عرف الدارسون كتاب "جماليات المكان" للفيلسوف باشلار. إذًا أغفل قليل كتاب عالي، وأغلب الظن أنه تعمّد ذلك! فهل أجرم قليل؟ هل أخطأ؟ لو كان كتاب قليل رسالة علمية لوجب عليه أن يذكر الدراسات السابقة، وأن يبين دواعي الكتابة في موضوع مطروق. لكن بحثه ليس رسالة علمية.والذي يظهر لي: أنه -وإن كان قمينًا به أن يشير إلى كتاب عالي، وهو سابق له- لم يجرم ولم يخطئ، خاصة أن المادة الشعرية ليست فريدة بل هي متاحة. فقليّل لم يجمع شعرًا كان عالي قد جمعه من الكتب والأسفار، إنما كتب دراسة نقدية، تعتمد على أسلوبه في القراءة والتحليل، ولكل شيخٍ طريقة. وربما [وهذه قراءة ممكنة] خشي عالي -وأنا أتفهم ذلك- أن كتاب قليل المطبوع في النادي، سيستأثر بالاهتمام أكثر من كتابه الذي نفد منذ زمن طويل. ولعل غضبة عالي القرشي على قليل الثبيتي تشبه غضبة بشار بن برد على تلميذه سلم الخاسر، وتنظر في مظانها، فلها دلالة عميقة تشبه ما نحن فيه. حسين بافقيه باحث وأديب شعر الطائف ليس حصرا ردا على ما طرحه بافقيه قال الدكتور عالي القرشي إنه يقدر للناقد حسين بافقيه رأيه ويعتز به لأنه صاحب رأي في المشهد الثقافي وليس في هذه القضية فقط، مشيرا إلى أن بافقيه أول من تفاعل مع كتابه وكتب مقالا عنه في صحيفة المدينة، وما أثاره من أسئلة تعجبية على صفحته حول الكتابين ليست مناط إشكال لأني "لم أقل أن شعر الطائف حصري على مؤلف ومعجم معين لا يتجاوزه، وكذلك موضوعي ليس فذا وفريدا، وإنما كتبت عن شخصية الطائف الشعرية، باعتبار أن الطائف تهيأ لها في العالم الشعري عالم ذو كيان محدد ارتبطت معالمه بالأنثى وفتنتها وهذه فكرة محورية في كتابي.
النادي لم يهتم بالمطبوعات أضاف القرشي أن من يأتي ويؤلف في هذا الموضوع ويتناسى هذه الفكرة المحورية وأنها لفلان ينقضها أو يرد عليها لا مانع لكن أن يتجاهل الفكرة تماما ويتبناها مرة أخرى هذا ما أشرت إليه ولم أقل إن نصوصي حصرية بل هي حق متاح للجميع، وفي الكتاب استخرجت شخصية شعرية للطائف من خلال النصوص السردية وليس من خلال النصوص الشعرية، وليست المعجمية والتأليف المعجمي مسألة خلاف بيني وبين الثبيتي، وأود أن أشير إلى أن المحكم الذي حكم الكتاب في نادي الطائف يبدو أنه لم يعط مطبوعات الطائف قدرها من الاهتمام فتساهل في التحكيم مع العلم أنه لو كتب في محرك البحث الطائف الشعرية لخرج له أكثر من رابط عن كتاب شخصية الطائف الشعرية وينظر للفرق بين الكتابين حتى يجيزه للنشر ولكنه يبدو أنه استسهل المهمة.
وجهات نظر محايدة علق علي الصقر بقوله لست أديبا ولكن في النشر العلمي كان يجدر به من الناحية الموضوعية أن يشير للكتاب، وكان على اللجنة التساؤل لماذا لم يشر للكاتب، أما فهد الشاطري فقال في تعليق له تكون نتيجة المعركة أن نقرأ الكتابين. المهم أن تظهر شخصية الطائف المأنوس. وقالت كوثر القاضي إنها تعتقد أن مما يثري البحث، الإشارة إلى كتب أو أبحاث تناولت الموضوع نفسه، حتى إن اختلف المنهج أو الرؤية، وقال فيصل الشهري: الأجدر بالثبيتي أن يكون قد راجع ما صدر في ذات الموضوع حتى يتحدث بمنهجية علمية لا لحصرية المعرفة ولا وصاية عليها، وقال جزاع الشمري ليس بالضرورة الإفادة من كتاب الدكتور عالي القرشي، هذا لا يعني إغفاله وعدم الإشارة إليه إن كان في ذات الموضوع.
إثبات السرقة المسؤول الإداري بنادي الطائف الأدبي أحمد الهلالي دافع عن موقف نادي الطائف الأدبي الذي طبع الكتاب ومؤلفه نائب رئيس النادي قليل الثبيتي، وقال "إذا ثبتت سرقة أدبية ضد الكتاب الأحدث فيمكن الحديث إما عن دعاوى الامتياز، وطلب الإشارة فلا أظنها تبرر التهجم على المؤلف والنادي وأظن الطائف تستحق عشرات الكتب، وليست هي ولا النصوص المكتوبة عنها ملكا لأحد.