مع بدء موسم تلقيح أشجار النخيل في الأحساء، حذر عضو اللجنة الزراعية في غرفة المحافظة، عضو المركز الوطني للنخيل والتمور، شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد الحليبي، من تورط عمالة في إغراق نقاط البيع المنتشرة في الواحة، ب"لقاح" مغشوش، ورديء جدا. وأكد ل"الوطن" أمس ضرورة تصدي الجهات الحكومية ذات العلاقة لذلك، قبل أن يستفحل الأمر خلال الأيام القليلة المقبلة، وتنتشر تلك الأصناف من اللقاحات للنخيل، وتكون سببا رئيسيا في تدهور جودة محصول إنتاج النخيل من الرطب والتمور في الموسم الزراعي الجديد في الواحة. أوقات التلقيح أضاف الحليبي أن موسم تلقيح النخيل بدأ مع دخول فبراير، وبعد أسبوعين سيكون أفضل أوقات التلقيح لمختلف الأصناف، مضيفا أن عمالة "وافدة" تجلب أنواعا من "اللقاح" من مناطق صحراوية ومغشوشة وغير صالحة للتلقيح، وتتولى هذه العمالة تسويقها وبيعها بطريقة عشوائية على المزارعين الذين يجهلون جودة "اللقاح"، وبالأخص صغار المزارعين "سناً" والجيل الجديد من الشباب السعودي الذين يمارسون هذه المهنة حديثا، والذين لا يمتلكون خبرة كافية في كشف المغشوش من غيره، مبديا أسفه لأن هؤلاء العمالة هدفهم الوحيد كسب المال السريع بأي طريقة بغض النظر عن الأضرار الأخرى، ودون استشعار بحجم الخطورة الناتجة عن تلك الخطوة اقتصاديا وزراعيا وصحيا على المستهلك التي قد تصيب المستهلكين بأضرار صحية نتيجة ذلك اللقاح المغشوش والرديء، والتي تتمثل في خسارة المزارعين موسما زراعيا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر، وإنتاج تمور رديئة غير صالحة للتسويق.
جودة المحصول شدد الحليبي على ضرورة حرص المزارعين على جودة محصول التمور، وأن العبرة هي بالكيف وليس بالكم، وذلك من خلال اختيار "اللقاح" ذي الجودة العالية، ويشترط أن تكون بودرة "اللقاح" أصلية فيه وليست إضافية، إذ إن بعض العمالة يعمدون إلى إضافة بودرة اللقاح لإيهام الزبائن بأنها أصلية وليست إضافية. ودعا جهات الاختصاص في أمانة الأحساء ووزارة التجارة إلى اختيار مواقع محددة في مختلف المدن والبلدات بالواحة لبيع اللقاح بهدف متابعتها ومنع البيع في مواقع أخرى للسيطرة واحتواء متابعتها، ولضمان بيع "اللقاح" ذي الجودة العالية فقط وتحت رقابة حكومية، بجانب تنفيذ جولات رقابية وتفتيشية مفاجئة لضبط حالات الغش والتأكد من مستوى الجودة، وذلك بغرض حماية المزارعين من الغش، وحماية المحصول الزراعي في الواحة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من المتعاونين من ذوي الخبرة والاختصاص من المزارعين في تلك الجولات. احتكار الأسعار أبان الحليبي أن هناك احتكارا من العمالة لبيع "اللقاح"، ويتحكمون في أسعاره كيفما يشاؤون، وهو من المبيعات ذات المردود المالي الجيد، داعيا الشباب السعودي إلى الانخراط في بيع "اللقاح" في المواسم الزراعية، مضيفا أن المزارع الأحسائي لم يعد له مكان لمزاولة بيع "لقاح" النخيل، لافتا إلى أن جميع الباعة من المقيمين ويزاولون العمل بكل حرية تامة، والتحكم الكامل في الأسعار، وأصبح المزارع الأحسائي غير قادر على الحصول على فرصة عمل أو موقع لمزاولة البيع، ويشكلون تكتلات للتحكم في سعرها، ويتفقون جميعهم على سعر متدنٍّ عند شرائه من المزارعين، ومن ثم يحتكرونه لبيعه بسعر مرتفع.