قال أستاذ الأدب والنقد بجامعة أم القرى الدكتور أحمد صبرة في ورقته النقدية التي قدمها بنادي جدة الأدبي أول من أمس، بعنوان "الصورة في اللغة حدود وإشكالات": إن دراسات الصورة في معناها البلاغي تكشف عن آفاق جديدة في التجربة الشعرية، أهمها أنها ليست محصورة في التأثير الجمالي. وتناول صبرة الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي، ذاكرا أن أصولها البلاغية تحمل التنوع والاختلافات الهائلة بين المكونات البلاغية نفسها، فمنها صور قائمة على التشبيه، وأخرى على الاستعارة، مؤكدا بأن تفكيك عناصر الصورة يحقق غنى في البحث العلمي ويثمر نتائج ذات قيمة. وأشار إلى أن الجاحظ أدرك أهمية الصورة في صنعة الشعر، فأشار إليها في أحد نصوصه الشهيرة، وقال: "إن سبيل الكلام سبيل التصوير والصياغة، وأن سبيل المعنى الذي يعبر عنه سبيل الشيء الذي يقع التصوير والصوغ فيه"، إلا أنه استدرك ذلك بأنه في التطبيق ارتد إلى المكونات البلاغية للصورة فتحدث عن الاستعارة والتشبيه والكناية. وبشأن الدراسات التي تناولت الصورة بطريقة التأويل والتحليل، أكد صبرة أن كثيرا من الدراسات الحالية لا تلتفت إلى المشكلات المتصلة بالتأويل، وتعامل الجملة التصويرية بالطريقة نفسها التي تعامل بها الجملة الحقيقية، أي أن استراتيجيات التأويل في كلا الجملتين واحدة عند هؤلاء الدارسين، وقال: "يهيمن على بحوث كثيرة أن التوجه العام عند دارسيها هو البحث عن الصور المهيمنة في القصيدة، والصور الأكثر تأثيرا وحضورا بحسب ما يرى كل باحث".