رغم دخولها مستشفى الأطفال في حفر الباطن شاكية من ارتفاع درجة الحرارة، إلا أن الطفلة نورة العسكر أصبحت مهددة بإصابتها بإعاقة حركية وذهنية، بعد دخولها في غيبوبة بعد أقل من يوم من تنويمها. واتهم والدها أطباء في المستشفى بتدهور حالتها، لتجاهلهم تنبيهه حيال ملفها الطبي الذي يحوي تركيب صمام في رأسها منذ ولادتها. لم يمر يوم واحد على دخول الطفلة نورة التلميذة في مرحلة الروضة بزيها المدرسي الجميل إلى مستشفى الأطفال في محافظة حفر الباطن، حتى خرجت منه مصابة بغيبوبة تامة، ومعرضة للإصابة بإعاقة حركية وذهنية، والسبب المبدئي إهمال الأطباء لتاريخها المرضي رغم تنبيه والدها لهم. صمام في الرأس يقول عامر العسكر والد "نورة"، "أخرجت ابنتي من الروضة التي تدرس بها أول من أمس، لإصابتها بارتفاع في درجة الحرارة، وسارعت بها إلى مستشفى الأطفال في حفر الباطن وهي تسير بجانبي بزيها المدرسي، وعند عرضها على الطبيب طلب تنويمها للاطمئنان عليها، وفي اليوم الثاني تدهورت حالتها ودخلت في غيبوبة"، مشيرا إلى أنه أخبر الأطباء خلال الكشف المبدئي أن ابنته رُكّب لها صمام في الرأس بعد ولادتها، إلا أنهم أهملوا هذا التنبيه، وقللوا من أهميته. 3 عمليات وأضاف، أنه "بعد أيام عدة ومطالبات بنقلها إلى مستشفى متخصص، تم قبول حالتها في مجمع الملك سعود الطبي في الرياض، ونقلها في سيارة إسعاف، وفور وصولنا إليه اطلع الطبيب المعالج على صور الإشاعات المرفقة التي أجريت في مستشفى الأطفال بحفر الباطن، وعرف فورا أن الصمام الذي في الرأس مغلق، وهو سبب انتكاسة حالة ابنتي، فأخضعت على الفور لثلاث عمليات عاجلة، وما تزال نورة ترقد في العناية المركزة حتى اليوم"، مشيرا إلى أن الأطباء أخبروه أنها ستتعرض لدرجات متفاوتة من الإعاقة الحركية والذهنية. وحمّل العسكر الطاقم الطبي مسؤولية ما تعرضت له نوره من إهمال، مطالبا بنقلها إلى أي مركز متخصص خارج المملكة لعلاجها. لجنة للتحقيق وقال المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية في حفر الباطن عبدالعزيز العنزي ل"الوطن" أمس، إن "المريضة نورة عامر العسكر حضرت إلى مستشفى الولادة والأطفال وهي تعاني ارتفاعا في درجة الحرارة، وتم تنويمها لتقديم الخدمة الطبية لها، وتم عمل اللازم لها وفق الإمكانات المتاحة، ووضعها على جهاز التنفس الصناعي للحفاظ على سلامتها، وأرسلنا طلبات لنقلها إلى إحدى المستشفيات المتخصصة، وتم قبولها في مستشفى الملك سعود بالرياض، وتم نقلها إليه"، مضيفا أن المريضة منذ الولادة وهي تراجع مستشفى الملك فهد التخصصي، ولها ملف طبي فيه. وأوضح أنه "تم تشكيل لجنة للتحقيق في ملف الطفلة، والإجراءات الطبية التي خضعت لها، وإذا اتضح وجود قصور في تقديم الخدمة الصحية، سيحال الأمر إلى لجان المخالفات الطبية، أو اللجان الطبية الشرعية للبت فيها حسب الاختصاص".