لم يتمكن برنامج وزارة التعليم الجديد "جاهز" الذي تأسس منذ نحو سبعة أشهر، من كسب رهان الانطلاقة الجادة لمدارس التعليم العام الأسبوع الماضي، حيث سجل الميدان التربوي إخفاقا وعدم جاهزية للبيئة التربوية والتعليمية في بعض أركانها، ويعتبر أول اختبار حقيقي لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل ومسؤولي وزارته الذين قام بتكليفهم بإدارة أهم القطاعات في وزارته. اليوم، يتجدد موعد الوزارة، لتثبت قدرتها على استقرار المدارس، بعد أن تحركت الأسبوع الماضي في إيجاد حلول لبعض مشاكلها المتعلقة بتأمين المقررات الدراسية المتأخرة للطلاب، وسد عجز المعلمين والمعلمات من خلال آلية "الندب، والتكليف"، فضلا عن مشكلات إنهاء قبول الطلاب والطالبات في مدارس الأحياء المكتظة والمزدحمة، خاصة في المباني المستأجرة. وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل ظهر أول يوم دراسي الأسبوع الماضي، بين بعض طلاب مجمع القادسية بمدينة الرياض، حاملاً بعض المقررات الدراسية أمام الكاميرات، إلإ أنه سرعان ما صرح بأن هناك نحو 1300 مشروع مدرسي متعثر، ما يؤكد أن العام الدراسي ينطلق وسط ظروف مزمنة وأخرى مستجدة. تأخر المقررات تأخر وصول بعض المقررات الدراسية للطلاب والطالبات الأسبوع الماضي، كان من أبرز المشكلات التي واجهتها الوزارة، رغم تصريح المدير العام لبرنامج جاهز بالوزارة الدكتور أحمد قران الغامدي في 5 شوال الماضي، بأن أن وزارته أودعت مقررات التعليم العام واللغة الإنجليزية والتربية الأسرية وكتب مدارس تحفيظ القرآن في مستودعات إدارات التعليم، وتم ترحيلها للمدارس بنسبة جاهزية تتجاوز 98%، فيما عزز للغامدي، مدير إدارة المقررات المدرسية بالوزارة الدكتور خالد العنقري، بتصريح آخر في 8 الشهر الجاري، أكد فيه أنه تم ترحيل جميع الكتب الدراسية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، كما تم الانتهاء من ترحيل كتب العلوم والرياضيات للصف الأول ثانوي والثالث ثانوي قبل شهر رمضان، والانتهاء من ترحيل كتب النظام الفصلي المستوى الأول وإيصالها إلى الجميع منذ وقت مبكر، وتسليم كتب المقررات "المواد العامة" بشكل كامل، إلا أن الوزارة سارعت الأسبوع الماضي بتعميد الإدارات التعليمية بطباعة بعض المقررات على أقراص، وتوزيعها على طلابها كحل موقت لإدارة الأزمة. مباشرة المعلمات رغم إجراء وزارة التعليم حركة نقل المعلمين والمعلمات الخارجية الفصل الدراسي الماضي، ما ساعدها على رصد حاجة الميدان التربوي من المعلمين والمعلمات في جميع التخصصات للعام الدرسي الجديد، إلا أنها ما زالت تنهي إجراءات المقابلات ل4481 مرشحة على وظائف تعليمية حتى الأسبوع الماضي، رغم مباشرة الطلاب والطالبات للدراسة، وسارعت بإعلان مباشرة المرشحات الجدد العمل في مدارسهن بعد يومين من إجراء المقابلة، ما يؤكد مباشرتهن في المدارس الأسبوع الجاري. كما أصدرت الوزارة الأسبوع الماضي، تعميما بتنظيم "الندب والتكليف" بين المدارس في الإدارات التعليمية، لضمان استقرار العملية التعليمية، فيما منحت المشمولين بقرارات الندب والتكليف عددا من الحوافز لضمان قبولهم قرارات سد العجز، في وقت قامت فيه الإدارات التعليمية برصد احتياج المدارس من المعلمين والمعلمات، تمهيدا لإصدار قراراتهم الأسبوع الجاري. مقاعد الطلاب واجه كثير من أولياء الأمور في بعض المدن بالمملكة معضلة إيجاد مقاعد دراسية لأبنائهم في المدارس القريبة من منازلهم، وفي ظل غياب النقل المدرسي ل"البنين"، لجأوا إلى النقل المدرسي غير الآمن بالتعاقد مع بعض مشغلي نشاط نقل الطلاب، أو اللجوء إلى المدارس "الأهلية" كونها قريبة من منازلهم. جاهزية الميدان انطلق في 20 ربيع الآخر الماضي برنامج جاهز وتعتبره الوزارة بحسب بياناتها الصحفية، أحد الحلول التقنية الذكية لتحسين جاهزية الميدان التعليمي للاستعداد للعام الدراسي الجاري. وأكد المدير العام للبرنامج الدكتور أحمد بن عبدالله الغامدي أن برنامج "جاهز" سيكون قادرا على إدارة عمليات الاستعداد المدرسي طوال العام، وبشكل منتظم، وسيكون هناك تحديد دقيق من المسؤولين عن كافة المهمات قبل بداية العام الدراسي بفترة كافية، مضيفا أن 15 رجب الماضي كان الموعد النهائي لعمليات الاستعداد لبدء العام الدراسي الحالي، في كثير من المحاور المهمة للميدان التربوي كاكتمال الخطط والبرامج، وتأمين الكتب والمقررات الدراسية. وأوضح الغامدي أن البرنامج يتكون من تسعة محاور أساسية تشمل التخطيط، والتطوير، والمباني، والشؤون التعليمية بنين وبنات، والشؤون المدرسية، والشؤون الإدارية والمالية، وشركة تطوير للنقل، وتقنية المعلومات، والأمن والسلامة.