لم يمنع تاريخ وجغرافية مسجد "النُّصْب" الأثري الذي أنشئ منذ 157 عاما وتحديدا في عام 1279، وسط مدينة أبها من التعدي عليه وتحويله إلى مأوى لبعض العمالة الوافدة، وتحويل الممرات المؤدية إليه لمرمى نفايات. ورصدت "الوطن" في جولة ميدانية الحال التي وصل إليها المسجد الأثري الذي تشرف عليه هيئة السياحة والتراث الوطني وأمانة منطقة عسير حسب اللوحة التعريفية، حيث أنه على أرض الواقع غائب تماما عن عين الرقيب لتلك الجهات، وتم إغلاق محرابه بلوح خشبي ونزع بابه التراثي القديم واستحدث له باب آخر محكم، وتحول عبثا إلى سكن ومطبخ صغير في إحدى زواياه لإعداد الأكل. وتحدثت "الوطن" مع أحد العمال من الجنسية الآسيوية الذي يوجد في دورة مياه لمسجد حديث - بجوار المسجد الأثري - تم تحويلها إلى مسكن خاص للعمال، حيث قال "لا علاقة لي بالمسجد القديم ولا أعلم شيئا عن تفاصيله إلا أن هناك مقيما عربيا وبعض أصدقائه يتواجدون فيه ليلا بعد قدومهم من عملهم في السوق ويغادرونه منذ ساعات الصباح الباكر، ومهمتي تقتصر على المسجد الذي تم عمارته أخيرا، ومكلف بالأذان وإمامة المصلين الذين أغلبهم مقيمون وذلك في حال تخلف الإمام. وحول سكنه في إحدى دورات مياه المسجد قال: لعدم وجود سكن مناسب فقد تم تحويل إحدى دورات المياه إلى مقر سكن لي لعدم وجود سكن خاص لمؤذن المسجد وأنا على هذا الأمر منذ سنوات وأعيش باستقرار تام. الوطن أحالت جميع تساؤلاتها إلى فرع هيئة السياحة لمعرفة المتسبب فيما وصل إليه أشهر مساجد أبها من حال يرثى لها إلا أن تلك التساؤلات لم تجد الإجابة حتى ساعة إعداد الخبر.