قال الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي إن مشروع تطوير سوق عكاظ الذي يقوده مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة جاء في الوقت المناسب إذ إن السوق في تصوره وصل أفقا مسدودا ومكث حبيسا للماضي فترة طويلة، مشيرا إلى أن السوق حُبس في شخصيات تاريخية وفعل تاريخي لم يخرج منها إذ مر بثماني دورات إلى الآن ونحن نعيش في الماضي، وفي الصخرة وفي لبيد وعنترة والخنساء وفي المعلقات ولم نخرج من ذلك الإطار، فذلك سوقهم وليس سوقنا. وقال الحارثي في حديث ل"الوطن" إنه متفائل بمشروع تطوير السوق وهو خطوة مهمة في هذه المرحلة لكي تعيدنا للفكرة الأساس التي بدأ بها الأمير خالد الفيصل وهي فكرة خلاقة وبناءة منذ لحظة انطلاقها، ولكن ما الذي حصرها وجعلها تدخل هذا النفق تحديدا؟. مشيرا إلى أنه يتصور أن إعادة المسار إلى وضعه الطبيعي يتم الآن لذلك نجد أن الورش التي شُكلت للمثقفين والأدباء والمسرحيين والإعلاميين والاقتصاديين والشعبيين والتشكيليين جاءت لأجل خلق هالة لسوق عكاظ الذي هو الآن سوق عكاظ المستقبل والاستشراق، وليس البقاء أسرى للماضي ولفكره وملابسه فالشكل الماضي قتل سوق عكاظ على حد قوله. وقال "الآن نرى أناس يتجولون في السوق بملابس شعبية لدرجة أنك لا تعرف ما هي وماذا يعملون؟، وتسمع قصائد وأناس يأتون ويذهبون وأشار إلى أن ما كان يحدث للمسرح في سوق عكاظ أمر مخجل بالنسبة لنا كمسرحيين سعوديين وكل عام تتكرر المشكلة"، مضيفا بأن المشكلة تكمن في عرض الافتتاح الذي يواجه كثيرا من المشاكل أولها أنه يدخل في مناقصات وتجارة وهذا يفقده قيمته الفنية والثقافية ويحوله لمادة تجارية. وقال "في الورشة الجديدة ماضون نحو أفق جديد حيث طرحنا مجموعة من الرؤى والأفكار ولو طُبقت ستنقل المسرح ليس في سوق عكاظ وحده بل في المملكة لنقلة أخرى". وذكر أن الشخصية المسرحية في العرض المسرحي لسوق عكاظ فُرضت عليه حينما كتب عملا مسرحيا لإحدى دورات سوق عكاظ ولا زالت تُفرض على أي مؤلف مسرحي لمسرحية عكاظ، مؤكدا أن جميع النصوص التي أُلفت لسوق عكاظ جميعها نصوص قيمة وهي لكبار كتاب المملكة لكن مشاكل التنفيذ من لحظة تحولها لمناقصة وإلى اختيار متعهد يحاول أن يختار الأرخص بالنسبة للتنفيذ إلى مشاكل التنفيذ نفسها. وأضاف "يمكن القول بأن السوق الآن بدأ في هذه الخطوة المهمة لكي يعاد مرة أخرى صياغة السوق بفعالياته بصورة أجمل ونحن في المملكة لا ينقصنا شيء، نملك أفضل الكوادر والشباب في مختلف المجالات ومن المخجل أن كل هذه الكوادر مع الإمكانات المالية الموجودة ثم يخرج السوق بصورة متواضعة". وعن المشاركة النسائية قال "مشاركتها كممثلة أو كمخرجة تواجها بعض العقبات والإشكاليات" مشيرا إلى أنه "لا يوجد لدينا في المملكة في تصوري كاتبة مسرحية ممكن أن تخوض هذه الغمار، ولو وجدت سيرحب بها دون شك، ولو وجدت مخرجة بارعة تستطيع أن تنفذ فلن يتم الاستغناء عنها أو الابتعاد عنها". وعن ابتعاد ورشة العمل المسرحي عن سوق عكاظ قال "هذه ليست مشكلتهم وإنما مشكلة إدارة سوق عكاظ التي كانت تُقصي فرقة مسرح الطائف عن النشاطات". وأضاف "الفرقة تملك إرثا وتاريخا ورؤية وهدف، ولكن المسؤول الذي كان يُشرف على سوق عكاظ لا يدرك هذا وكان يصر على إقصاء فرقة مسرح الطائف سنويا عن العرض المسرحي، رغم أن كثيرا من مسرحيي المملكة الذين هم على دراية بالفرقة وأعمالها ونشاطها تحدثوا معه عن سبب إقصاء فرقة مسرح الطائف عن السوق وفعالياته خصوصا أن تجربة الفرقة ليست محلية فقط وإنما تجربة عربية وصلت لأفق كبير، وعرضت في 33 مدينة عربية وعرضت أيضا في 100 مهرجان دولي وعربي وحققت كثيرا من الجوائز". واختتم "دعونا نعود لرؤية الأمير خالد الفيصل حول هذا السوق وبالتأكيد أننا سننطلق بشكل صحيح". يذكر أن المشرف على سوق عكاظ الدكتور بريكان الشلوي قاد خلال الأسبوعين الماضيين عددا من ورش العمل لتطوير السوق مع رؤساء الأندية الأدبية والمسرحيين والإعلاميين.