كشف الأمين العام لتيار حزب المستقبل اللبناني أحمد الحريري توجه الحكومة اللبنانية لإصدار موقف واضح وصريح من تجاوزات قياديي حزب الله وأنشطتهم الإرهابية، خصوصا بعد أن أدرجت الحكومة السعودية اثنين من كبارهم "خليل حرب، ومحمد قبلان" على قائمة العقوبات، متوقعا أن يتزامن ذلك الموقف مع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء تمام سلام إلى المملكة. ووجه الحريري عبر "الوطن" رسالة إلى من وصفهم بالمخربين، قال فيها "أرجوكم أرجوكم لا تقطعوا أرزاق الأسر اللبنانية التي تعمل في الخليج، بمثل هذه التصرفات المرفوضة"، في وقت أكد أن السواد الأعظم مطمئن إلى الإجراءات الأمنية السعودية في هذا الصدد، رافضا كل ما يثار من تكهنات بتطور الأمور إلى الأسوأ لأن لبنان لا يقبل بتصرفات هذين القياديين. واستبعد الأمين العام لتيار حزب المستقبل اللبناني تأثر مواطني بلاده المقيمين على الأراضي السعودية بتصرفات حرب وقبلان، مؤكدا أن المملكة من طبيعتها عدم إدخال الأمور في بعضها بعضا، مشيرا بالقول إلى أن المملكة "تدرك أن القاعدة هي الحب والتقدير لها حكومة وشعبا.. والشاذ لا قاعدة له أساسا". تواصلت أمس ردود الفعل المؤيدة لقرار الرياض بتصنيف اثنين من كبار قادة حزب الله اللبناني هما خليل يوسف حرب ومحمد قبلان ووضعهما على قائمة للعقوبات وتجميد أي أصول تابعة لهما لضلوعهما في أعمال إرهابية بمنطقة الشرق الأوسط. وعدّ أمين عام تيار حزب المستقبل أحمد الحريري تورط عضوي حزب الله اللبناني في دعم عمليات إرهابية في المنطقة، ووضعهم من قبل حكومة المملكة على القائمة السوداء دليلا حقيقيا على أنشطة الحزب التي تضرر منها اللبنانيون قبل غيرهم. وطالب الحريري في تصريحات إلى "الوطن " مخربي حزب الله بالتوقف عن جرائمهم الإرهابية، التي قد تتسبب في إنهاء أعمال بعض الأسر اللبنانية و"قطع أرزاقهم" بسبب تصرفات الحزب المرفوضة، مشيرا إلى أن السواد الأعظم من اللبنانيين مطمئن للإجراءات الأمنية السعودية لأنها كانت ومازالت ملاذا آمنا لكل اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل لإعانتهم على تدبير أمور حياتهم. واستبعد الحريري تأثر اللبنانيين المقيمين بالمملكة من تصرفات "حرب وقبلان" لأن المملكة من طبيعتها عدم خلط الأوراق، كما أن المسؤولين السعوديين يدركون ما يكنه الشعب اللبناني للمملكة حكومة وشعبا من حب وتقدير، ومن ثم فإن التصرفات الشاذة لحزب الله لن تؤثر على هذه العلاقات الوثيقة بين الشعبين الشقيقين. وأشار الحريري إلى أن الإجراء السعودي سيؤثر على حزب الله وسيضعه في مأزق كبير بعدما تكشفت توجهات الحزب لدى كثير من دول المنطقة، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد موقفا من الحكومة اللبنانية واضحا وصريحا لتجاوزات أعضاء الحزب، وقد تتم متابعتهم في الداخل اللبناني، ولافتا إلى أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام للسعودية قريبا ربما تشهد موقفا صريحا من مثل هذه التجاوزات. ومن جانبه قال عضو الهيئة السياسية والأمين العام الأسبق للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس إن "نصر الله ومن يتلقى منهم الأوامر في طهران، يعلمون أن توريط الحزب للشباب اللبناني في معارك خاسرة هو إرسالهم إلى المحرقة، في سبيل أطماع واهية"، مؤكدا أن الشعب اللبناني بات يدرك أن نصر الله خان الأمانة حين ورطهم وأبناءهم في معارك خاسرة وغير أخلاقية". من ناحية ثانية، كثف الجيش اللبناني أمس، دورياته في بلدة عرسال الحدودية مع سورية تحسبا لأي اعتداء مصدره منطقة القلمون السورية، حيث يخوض حزب الله معارك ضد الفصائل المعارضة للنظام، وفق مصدر عسكري لبناني. وقال المصدر في تصريحات صحفية إن "الجيش كثف أمس الدوريات والحواجز وحجم وجوده داخل عرسال، وذلك على خلفية التطورات الميدانية وللتأكيد أن الجيش جاهز وموجود للتصدي لأي اعتداء مصدره جرود عرسال". بدوره أعلن مجلس الوزراء اللبناني أمس أنه سيعقد جلسة الإثنين المقبل لبحث الوضع في عرسال وكيفية تأمينها من قبل قوات الجيش. إلى ذلك، مثل لبناني يحمل جنسية كندية أمس، أمام محكمة قبرصية بعد العثور في منزله على طنين من المواد الكفيلة بصنع عبوات، حسب ما أفادت مصادر في الشرطة. ويتوقع أن تطلب الشرطة من المحكمة إصدار أمر اعتقال قضائي لإبقائه قيد الحجز الاحترازي أثناء التحقيقات.