عزا باحث آثار سعودي صعوبة فهم ومعرفة كثير من المعالم وتحديد الاتجاهات والأماكن المتعلقة بطريق الهجرة "النبوية" إلى تغير أسماء بعض المواقع، وغياب بعض المعالم، وعدم التأكد من صحة بعض المعالم، موضحاً أن من الصعوبات، التي واجهها في رحلاته لتحديد مسار الهجرة في المنطقة الواقعة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة وعورة الطريق، والمشي على الأقدام للوصول إلى تلك المعالم، والاطلاع عن قرب على المكونات الأثرية في كل معلم. وأشار وكيل جامعة الدمام للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور عبدالله القاضي، خلال كلمته أول من أمس في حفل توقيع كتاب "الهجرة النبوية المصورة"، إلى استخدام الوسائل الحديثة في تحديد المواقع "إلكترونيا" GPS، لتعيين المعالم والأماكن المرتبطة بمسار الهجرة خلال رحلته التي مكث فيها أكثر من ثمانية أيام، وقدمت الهيئة العامة للسياحة والآثار بقيادة رئيسها الأمير سلطان بن سلمان، كل الدعم والمساندة، والتنسيق مع إمارتي منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة لتسهيل التنقل والتخييم. وأبان أن كتاب "الهجرة النبوية المصورة"، هو محصلة لعدة كتب ترتبط بالهجرة النبوية المصورة، وحرص على تبيان الطريق والطريق الآخر للقوافل، والاعتماد على روايات وخرائط "تاريخية" والنزول ميدانياً وإجراء المقابلات الشخصية، والالتقاء بكبار السن في تحديد الموقع، لافتاً إلى أن هناك عدة روايات "تاريخية" تحدثت عن طريق الهجرة النبوية، واستفاد الباحث من 20 رواية تاريخية، ابتداءً من رواية المؤرخ ابن إسحاق إلى المؤرخ عاتق البلادي، وقد استفاد كثيراً من هذا الأخير، مضيفاً أن الغرض من تلك الروايات معرفة المعالم الأثرية لتحديد المسار، فإحدى الروايات ورد فيها 40 معلماً أثرياً من معالم طريق الهجرة النبوية، وأقلها رواية ابن الأثير وقد ذكرت ثلاثة معالم أثرية فقط، مبيناً أنه حاول استعراض تلك المعالم، والربط بينها للتوصل إلى أشمل الروايات في ذكر المعالم، وأكثر المعالم شهرة وشمولية. وأكد أن هناك اختلافاً في تحديد مسار الهجرة بينه وبين بعض المؤرخين، الذين تناولوا تحديد المسار، ومن بينهم أستاذه المؤرخ عاتق البلادي، الذي تتلمذ على يديه في كثير من نقاط بحثه، وعزا ذلك إلى اختلاف الوسائل المستخدمة في بحث كل واحد منهما، بيد أنه أكد أن المؤرخ البلادي، يعد الأبرز، وهو أول من رسم خريطة لمسار الهجرة النبوية، وهو آخر من كتب في الروايات التاريخية عن المسار. وشدد على ضرورة إتقان أي بحث مرتبط بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن يبذل الباحث كل ما في وسعه للوصول إلى درجة اليقين، وإن كان أي عمل قابلا للأخذ والرد، لافتاً إلى أن من الدلالات التي استعان فيها للوصول إلى حقيقة مسار "طريق" الهجرة النبوية وجود الآبار، والأبنية القديمة، والفخاريات، والقبور، والنقوش والرسومات والكتابات، وتعود بعض هذه الرسومات والكتابات إلى أعوام طويلة جدا يتجاوز بعضها آلاف السنين، وهذه دلالة على أن هذا الطريق هو مسار لكثير من الأقوام السابقة. وذكر أنه اشترى خريطة قديمة من المكتبة المركزية في جامعة إسطنبول بتركيا، توصل من خلالها إلى كثير من المعالم المتعلقة بالمسار، واستطاع من خلالها عبر الإحداثيات الوصول إلى بعض المعالم، مقترحاً على الهيئة العامة للسياحة والآثار ودارة الملك عبدالعزيز الاهتمام بالخرائط القديمة لاحتوائها على عدة معالم أثرية وتاريخية، داعياً إلى ضرورة الإلمام بمفهوم الاتجاهات الجغرافية في القرآن الكريم، والتي من بينها أن أسفل مكة يشير إلى الناحية الغربية لمكة، وأعلى مكة يشير إلى الناحية الشرقية لها.