فيما أعلن الائتلاف الوطني السوري أن تحرير مدينة إدلب وانتزاعها من قوات نظام بشار الأسد والميليشيات التابعة له، يمثلان انتصارا مهما لقوى المعارضة على طريق تحرير كامل التراب السوري من النظام وأعوانه، عد معارضون سوريون أن السيطرة على إدلب تعد صفعة لنظام الأسد وتثير احتمال أن تصبح المدينة العاصمة الفعلية للمناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة. يأتي ذلك بعد إعلان تحالف قوى معارضة يضم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وكتائب أخرى، أول من أمس سيطرته بالكامل على مدينة إدلب، بعد خوضه معارك ضد قوات النظام استمرت خمسة أيام وأسفرت عن مقتل 170 عنصرا من الطرفين على الأقل، وفق حصيلة المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن إدلب هي المحافظة الثانية التي خرجت عن سيطرة قوات النظام بعد مدينة الرقة التي سيطر عليها تنظيم داعش منذ مارس 2013. وشهدت مدينة إدلب القريبة من الحدود التركية هدوءا نسبيا أمس بعد قصف جوي متقطع لقوات النظام ليلا، فيما قالت مصادر إن قوات الأسد عملت على إعادة صفوفها استعدادا لشن هجوم على فصائل المعارضة. من جانبها، روجت فصائل المعارضة لانتصارها على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشرت جبهة النصرة على حسابها على موقع تويتر صورا تظهر مقاتليها أمام مبان ومقرات حكومية، كما بثت الجبهة شريطا مصورا يظهر العثور على جثث معتقلين داخل سجن في إدلب. وكان الائتلاف الوطني السوري أصدر بيانا أمس، اعتبر فيه انتزاع إدلب من أيدي النظام انتصارا كبيرا، مشيرا إلى أن تحرير سورية أمر مرهون بحصول ما وصفها "انعطافة حقيقية" في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية، وذلك بتوفير الحماية من اعتداءات النظام باستخدام الطائرات والمروحيات والصواريخ. كما أكد ثقته بقوى الثورة المدافعة عن المدنيين والملتزمة بمبادئ الثورة وأخلاقها، مطالبا، وبشكل عاجل، بدعم الفصائل المقاتلة بكل ما تحتاجه للدفاع عن المدنيين. من ناحية ثانية، تعرضت قرى وبلدات إنخل والكرك الشرقي في درعا إلى قصف عنيف، بحسب لجان التنسيق المحلية، في حين تحدثت تقارير عن وصول عشرات الجثث لمقاتلي النظام، إضافة إلى عشرات الجرحى، إلى اللاذقية. من جانب آخر، قتل القيادي في ميليشيا حزب الله اللبناني، المسؤول عن الحملة العسكرية على مدينة الزبداني، عبدالله جعفر، في اشتباكات مع كتائب الثوار في محيط حواجز الجبر الغربي على أطراف الزبداني في ريف دمشق، كما قصفت قوات النظام بالأسطوانات المتفجرة حي الوعر في حمص. إلى ذلك، وزعت مدينة أمستردام، أمس، نحو 500 دراجة هوائية في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، على أمل التخفيف من مشكلات النقل في المخيم، أحد أكبر مخيمات اللجوء في العالم. ووزعت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون والتنمية الهولندية، ليليان بلومن، الدراجات الهوائية خلال زيارتها لمخيم الزعتري في المفرق (نحو 85 كلم شمال شرقي عمان) الذي يأوي نحو 80 ألف لاجئ. وقالت في تصريحات صحفية، أثناء تفقدها الدراجات الهوائية وتسليمها لبعض معاوني المنظمات الإنسانية في المخيم، إن "مخيم الزعتري بحجم مدينة.. رأينا أنه يجب مساعدة الناس هنا في التنقل ولهذا قدمنا الدراجات الهوائية"، مضيفة أن "الدراجات ضرورية ليس فقط لأنها توفر الفرصة للرجال والنساء والفتيان والفتيات لركوبها والتنقل، وإنما أيضا هي مهمة لمحال إصلاح الدراجات، فهذا استثمار جيد".