تمسك رئيس وزراء لبنان الأسبق، سليم الحص باتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، مشددا على أهمية الاتفاق وضرورة تطبيق بنوده كاملة، وقال في نداء وطني وجهه إلى كل السياسيين اللبنانيين "انتخاب رئيس توافقي للجمهورية يحصن لبنان الوطن ومجتمعنا المتنوع من تداعيات وإرهاصات أزمات الإقليم والوطن العربي، ونعلن تمسكنا باتفاق الطائف وتطبيق بنوده كاملة، خصوصا فيما يتعلق بصلاحية رئيس مجلس الوزراء وآلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء". وأضاف "أيها اللبنانيون، لبنان رسالة محبة وتسامح وتعاون بين مختلف الطوائف والأديان والمذاهب، وهذه المبادئ جعلت منه وطنا مميزا عن باقي بلدان المنطقة، وعنوانا للتعايش السلمي بين الطوائف والأديان المتعددة، تحمي بعضها بعضا، ما شكل مصدرا مهما لتلاقي الثقافات والحضارات. فلنحافظ على إرثنا الحضاري والثقافي، ونرتق بعملنا إلى مستوى المسؤولية الوطنية، ونقدم مصلحة الوطن ومصلحة الشعب والأجيال على مصالحنا الذاتية أو الحزبية الضيقة، لأن أي خلل يصيب صيغة لبنان الحضارية والثقافية والتعايش والتسامح، يصبح لبنان مهددا وبشكل جدي".وانتقد الحص إصرار تيار 8 آذار وحزب الله على تعطيل الاستحقاق الدستوري، وإحجامهما عن حضور جلسات مجلس النواب المخصصة لهذا الغرض، وقال "لا يوجد سبب ولا مسوغ يمنع نواب الأمة من تأدية واجبهم الوطني والتاريخي بانتخاب رئيس للجمهورية، وإذا كان البعض يعتقد أن الفراغ في سدة الرئاسة يصب في مصلحته، فليتذكر أن مصلحة لبنان الشعبي والرسمي ومصلحة الأجيال ومصلحة الدورة الاقتصادية والتجارية، هي التمسك بمؤسسات الدولة واستمرار عملها الإنتاجي وليس العمل على تعطيل تلك المؤسسات".وعلى صعيد ملف العسكريين المختطفين، أكدت مصادر مطلعة أن "جبهة النصرة" سلمت الوسيط القطري للمرة الأولى لوائح بمطالبها، وتتضمن أسماء من تطالب بالإفراج عنهم من السجون اللبنانية والسورية، وأن مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي، أوعز إلى أحد مساعديه من أجل نقل هذه المطالب إلى الجانب اللبناني، على أن يلتقي الكبيسي فور عودته من واشنطن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وذلك استكمالا للقاء الذي عقد بينهما قبل أسبوعين في الدوحة. أما تنظيم الدولة "داعش" فقد أكدت المصادر أن المفاوضات معه تشهد جمودا في الوقت الحالي، رغم صدور إشارات نقلها وسطاء إقليميون تشي باستعداد التنظيم لاعتماد قواعد التبادل نفسها التي اعتمدتها "جبهة النصرة". في سياق منفصل، تستأنف غدا جلسات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في مقر البرلمان بعين التينة، في ظل أجواء تعثر العمل الحكومي، بما يُشير إلى أن الأولوية في هذه الجلسة ستكون لموضوع انتخاب رئيس الجمهورية في محاولة لإيجاد خرق ما في الموضوع.