على الرغم من المزايا المتعددة التي تحفل بها سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي سبق لوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن وصفه خلال استقباله لسفراء المملكة في الخارج بأنه "دولة في رجل"، إلا أن أهم ما يميز شخصية "أبو فهد"، أنه والد للأيتام وحافظ للقرآن، إذ أكمل حفظ كتاب الله وهو في سن العاشرة في مدرسة الشيخ عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة. يحظى العمل الإنساني باهتمام الملك سلمان، ومنذ عام 1956 ترأس عددا من اللجان والهيئات الرئيسة والمحلية لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والمتضررين من السيول والزلازل والكوارث في العالمين العربي والإسلامي ودعم قضايا العالم الإسلامي ومناصرة المسلمين في كل مكان، إلا أنه يولي اهتمامه الأكبر إلى حفظ القرآن الكريم، حيث يتبرع ما بين الحين والآخر بمبالغ كبيرة من حر ماله الشخصي لمشاريع عدة وجمعيات خيرية. يؤكد الملك سلمان بشكل دائم على حرص واهتمام المملكة بكتاب الله تعالى، منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وأبنائه من بعده، حيث وصل فيه العناية بالقرآن الكريم مبلغا عظيما وشأنا كبيرا. وقد ترأس وأشرف على 17 جمعية ومؤسسة خيرية. والمتتبع لتصريحات الملك سلمان بن عبدالعزيز، يلحظ أنه دائما يأتي على ذكر نعمة القرآن الكريم بأنها من أجل النعم، وأنه كلما تم التمسك بهديه في جميع الشؤون يعطي صاحبه العزة والمنعة وكلما تم الابتعاد عنه يصاب الإنسان بالذل والتفرق، مبينا أن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين، وأن المملكة اتخذت من كتاب الله العزيز وسنة نبيه المصطفى دستورا يحكم جميع مناحي الحياة فيها كما نصت علية المادة (السابعة) من النظامِ الأساسي للحكم، مشيرا إلى أن هذا العصرِ الزاهرِ للمملكة يعتنى بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا وتجويدا وتفسيرا وتبذل الجهود في خدمته ودعمه. كما يحرص الملك سلمان على أن يوصي الأبناء بأن عليهم واجبا عظيما تجاه دينهم ثم وطنهم، ويشدد على ضرورة الحفاظ على القرآن الكريم ليكون قدوة فاعلة وأن يتخلقوا بأخلاق القرآن وبسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله أفضل الصلاة والسلام حتى يكون نافعا لدينه ووطنه ومجتمعه. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تبرع أخيرا بمبلغ 6 ملايين ريال لمشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن عن بُعد، الذي تنفذه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة "خيركم". واطلع على آخر مستجدات مشروع التطبيق العالمي "اتلوها صح" الذي قدمته "خيركم" كواحد من أهم المشاريع التعليمية التي تهدف إلى خدمة المسلمين في أنحاء العالم كافة، من حيث تعلم قراءة القرآن وتصحيح التلاوة باستخدام التقنية في الأجهزة الذكية.