مما منّ الله به تعالى على هذه البلاد أن هيأ لها ولاة أمر جعلوا جلّ اهتمامهم ورعايتهم للعلم وتهيئة وتيسير وسائل الحصول عليه. وتعدّ مؤسسات التعليم العالي منارات للعلم والمعرفة والبحث والتطوير وبناء المجتمع. وقد بذلت الدولة رعاها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز –حفظهم الله جميعا- كل ما تستطيعه من إمكانات ودعم لتمكين أبناء الوطن وبناته من الالتحاق بالتعليم العالي. وتعدّ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إحدى منارات التعليم العالي في مملكتنا الغالية، فمنذ نشأتها وهي تدعم الوطن بكفاءات وطنية أسهمت في بناء المجتمع وتطوره وفق منهج وسطي معتدل تخدم دينها ووطنها وولاة أمرها. وقد استمرت مسيرة العطاء في فترة مديرها السابق وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، الذي كان حريصا على دعمها بالكوادر الإدارية والأكاديمية والتقنية، التي تعزز مكانتها ودورها في المجتمع، وتكللت جهوده بحصول الجامعة على كثير من الجوائز والمراتب المتقدمة في التصنيفات العالمية، حتى غدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منبرا مهما من منابر العلم والبحث العلمي، مما جعلها محلا لكثير من المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية التي وصل صداها إلى العالم أجمع. إضافة إلى جهودها المتواصلة لخدمة الوطن، والدعوة إلى وحدة الصف، والتلاحم مع ولاة الأمر –رعاهم الله – ومن ذلك عقدها لمؤتمر: الوحدة الوطنية.. ثوابت وقيم، الذي رسخ أهمية الوحدة والترابط في بناء الوطن ورفعة أهله. ومن جهود الجامعة في فترة معاليه –أيضا- مشاركتها لكثير من الجهات الحكومية والخاصة في سبيل خدمة الوطن، ومن ذلك تعاونها مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من خلال التفاعل مع الإجراءات التي تتخذها الهيئة لمكافحة الفساد بكل أشكاله، كما برزت جهود الجامعة في إنشاء جملة من كراسي البحث العلمي، التي تمثل شراكة بين الجامعة والقطاع الخاص (الأفراد-المؤسسات- الشركات)، للرقي بالبحث العلمي، وأساليبه، والإفادة منه في تطوير المجتمع، والنهوض به. وختاما أسأل الله تعالى أن يوفق الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في منصبه الذي نال به ثقة ولاة الأمر.