في مؤشر ينذر بتصاعد الموقف بين دولتي السودان وعودة أجواء التوتر الأمني بينهما، حذر مدير المخابرات السودانية محمد عطا المولى دولة جنوب السودان من "أي تحركات عدائية للمتمردين من أراضيها،" قائلا "إن أي عمل من هذا النوع من جانب قوات المتمردين على أرض جنوب السودان سيتم التعامل معه على أنه اعتداء من جانب جوبا". وكشف عطا المولى في تصريحات صحفية أن جوبا تدير معسكرين لتدريب متمردي حركة العدل والمساواة المتمردة التي تقاتل الحكومة في دارفور، مشيراً إلى أن المعسكرين يقعا في ولاية بحر الغزال المتاخمة لحدود البلدين، ودعا جوبا إلى نزع سلاح المتمردين هناك. وتابع: إن المتمردين الذين يتم تدريبهم في المعسكرين ينتمون إلى جماعة العدل والمساواة، وهي جماعة مسلحة ظهرت خلال الحرب في إقليم دارفور بغرب السودان. ومنذ بلغ القتال ذروته عامي 2003 و2004 لم يعد القانون والاستقرار إلى تلك المنطقة، واستمرت الاشتباكات بين المتمردين والقوات الحكومية على الرغم من وجود قوة كبيرة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وتبادل الجانبان الاتهامات بإيواء متمردين يسعون إلى زعزعة استقرار كل من البلدين، ولكن التوترات تصاعدت من جديد منذ انهيار المحادثات التي رعاها الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية في التاسع من ديسمبر الجاري. في غضون ذلك، كشف رئيس مكتب اتصال الاتحاد الأفريقي بالخرطوم محمود كان، عن عقد اجتماع طارئ للجنة الأمنية السياسية المشتركة بين دولتي السودان قريباً، برئاسة وزيري الدفاع بالدولتين، لبحث القضايا الأمنية والسياسية والقضايا العالقة بين الجانبين. وعقدت اللجنة الأمنية المشتركة اجتماعات عدة بالتناوب بين الخرطوموجوبا على مستوى اللجان العليا المشتركة أو اللجان المشتركة، وانبثقت اللجنة الأمنية السياسية المشتركة عن المباحثات التي تمت في أديس أبابا لمواصلة حل القضايا العالقة. وقال كان في تصريحات صحفية، إن الاتحاد الأفريقي بذل جهوداً كبيرة على مستوى الآلية الأفريقية لمساعدة السودان وجنوب السودان لحل القضايا العالقة. وأوضح أن الآلية اتصلت باللجنة الأمنية السياسية المشتركة بالبلدين، وتم الاتفاق على ضرورة عقد اجتماع طارئ للجنة المشتركة على مستوى وزيري الدفاع من الدولتين، لبحث القضايا الأمنية والسياسية المشتركة في أقرب وقت.