ما زال إخفاق المنتخب السعودي الأول لكرة القدم يتواصل للعام ال11 على التوالي، فلا جديد يذكر إلا خروج آسيوي في النسخة الماضية من دور المجموعات والوصول إلى نهائي "خليجي 19" في عمان وخسارته أمام البلد المضيف، وهو ما تكرر في النسخة التي تلتها في اليمن وخسارته أمام الكويت في النهائي، إضافة إلى خسارة نهائي كأس الأمم الآسيوية 2007 أمام العراق، والخروج الحزين من دور المجموعات في نسخة 2004، على الرغم من مرور ثلاثة اتحادات مختلفة (عهد الأمير سلطان بن فهد، الأمير نواف بن فيصل، والرئيس الحالي أحمد عيد)، ومرور عشرات المدربين على قيادة الأخضر والأسماء الكثيرة التي مثلت المنتخب السعودي خلال السنوات العجاف الماضية إلا أن الإخفاق لا يزال مستمرا دون تغيير ملحوظ. في "الوطن" توجهنا بالسؤال إلى عدد من الخبراء في الرياضة السعودية لمعرفة السبب حول إخفاقات المنتخب المستمرة. في البداية فمند عضو شرف نادي الاتحاد والناقد الرياضي الدكتور مدني رحيمي الإخفاق السعودي المتكرر، وقال "الاتحاد السعودي حتى الآن لم يعمل شيئا، والنقطة الأولى في تراجع المنتخب السعودي بسبب الاختيار الخاطئ المتكرر للمدربين، وهذه نهاية اختيارك للمدرب الخطأ ما تصل إليه الآن"، وأضاف "النقطة الثانية في تراجع منتخبنا ثقافة المشجع السعودي، فالمشجع الآن إذا لم تختر لاعبا من ناديه لا يشجع المنتخب، وهذا من ضمن الأخطاء الأخرى التي ساهمت في التراجع". وتابع "من الأخطاء المشاكل التي تدخل فيها بعض اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعدم العمل الصحيح مع كل الأندية بالنسبة للمشاكل والقضايا التي تحدث، وفي كل مرة الاتحاد السعودي وبعض لجانه لديها مشاكل كثيرة". مؤكداً أن تلك التراكمات والأخطاء أدت إلى تذبذب في الروح، وفي المستويات، وقال "هي نقاط بسيطة أدت إلى ما وصلت إليه الكرة السعودية". من جانبه، أكد الإعلامي صالح الحمادي أن الخلل في المنظومة الرياضية عامة والتي تحتاج إلى أن ترتكز على معطيات تكون مرتبطة بالتربية والتعليم للنشء، مشيراً إلى أننا لو وجهنا سؤالا: هل التراجع في كرة القدم فقط أم في الرياضة بشكل عام؟ لكانت الإجابة لا، فقد تراجعت رياضات كثيرة، وقال "في السابق كانت الدول التي حولنا تقوم الرياضة فيها على دعم واجتهادات، لذلك كانت المملكة تتصدر المشهد، ولكن الآن تقدم من حولنا وتطوروا ونحن نتراجع". وأضاف "المفترض في الرياضة أن تمارس من الجميع كوسيلة، وألا تكون الغاية تحقيق بطولة فقط، ويجب أن تمارس الرياضة لصحة المجتمع وقوة الشباب، وبالتالي متى ما اهتممت بهذا الجانب فثق تماماً بأنه سيكون هناك الكثير من الموهوبين لدى الاتحادات، الذين يستطيعون المنافسة ليس على المستوى الخليجي أو العربي أو القاري، بل على المستوى العالمي، لكن بشرط تجهيز مبدأ مفهوم وواضح للجميع أن الرياضة يجب أن يمارسها الطلاب في المدارس قبل الأندية، وبالتالي نستطيع أن نكتشف المواهب، والأندية هي من تستقطبهم، ووزارة التربية والتعليم هي من تقدمهم من خلال المدارس وغيرها، كما كان يحدث سابقاً، فأبرز نجوم الكرة السعودية لم يبرزوا في الأندية، بل من خلال المشاركة في البطولات المدرسية، لذلك يجب ألا تكون غايتنا تحقيق البطولات، ولكن أن تكون أهدافنا واضحة وصريحة، أن نقيم ونقوم العقول لتكون عقولاً نيرة، وأن نقدم شبابا متعلما وواعيا". وتابع "يجب أن يكون هؤلاء الشباب الذين نحرص على أن يكونوا متفوقين علميا أن يكونوا متفوقين بدنياً، ونربطهم بمبدأ "العقل السليم في الجسد السليم" ومبدأ "الجسد السليم يقدم عقلا سليما". مشدداً على أنه يجب ألا نحمل الاتحاد السعودي وحده المشكلة أو غيره، ولكن يجب أن نعترف بأن المنظومة الرياضية بمفهومها لدينا تحتاج إلى إعادة تقويم.