"نساء شرورة"، وغيرهن من نساء المحافظات التي لا يوجد بها أقسام نسائية لفروع الأحوال المدنية، يواجهن سيناريو الغياب المحتمل عن الانتخابات البلدية المقبلة، والمزمع إجراؤها نهاية العام المقبل، ومن أهم اشتراطاتها أن تكون المتقدمة (ناخبة كانت أو مرشحة)، حاملة للهوية الوطنية. وانتظرت "الوطن" شهرا كاملا للحصول على تعليق من إدارة الأحوال المدنية بنجران حيال معاناة نساء المحافظة، إلا أنها تجاهلت الرد حتى أمس، في وقت روى فيه العديد من نساء ورجال شرورة، معاناتهم مع عدم وجود فرع نسائي للأحوال المدنية، وهو ما يضطرهم إلى قطع مسافة تقدر ب350 كم من أجل استخراج الهوية الوطنية. ولا تقف حاجة نساء شرورة وغيرها من المحافظات ل"الهوية" للمشاركة في الانتخابات، فحسب؛ بل تتجاوز ذلك لإجراء العديد من المعاملات التي تتطلب وجود البطاقة المدنية. حال غياب الأقسام النسائية بأفرع الأحوال المدنية في عدد من المحافظات، دون تمكن النساء من استخراج "هوية" تمكنهن من المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة. وطالب عدد من المواطنات بضرورة إيجاد أقسام نسائية لتسهيل استخراج الهوية الوطنية، خاصة وأن العديد من الإدارات الحكومية والخدمية تطالبهن بإبراز هويتهن عند المراجعة. تقول إحدى مواطنات محافظة شرورة إن إدارة "الأحوال لديهم لا يوجد بها قسم نسائي فيما تبعد "أحوال" نجران 350 كلم عن المحافظة"، بينما طالبت أخريات بحقهن في استخراج الهوية الوطنية، لأنه يشترط وجود الهوية الوطنية للحصول على جواز السفر لمن تجاوزت 15 عاما، وغير ذلك من الخدمات كصندوق التنمية العقارية، والتصويت في الانتخابات البلدية المقبلة. ويضيف المواطن صالح الهمامي: يصعب على كبيرات السن ومن ليس لديها محرم مراجعة أحوال نجران لاستخراج البطاقة، خاصة أن الأمر يتطلب مراجعتين الأولى للتقديم والتصوير والثانية لاستلام البطاقة، فضلا عن أن الأمر قد يتطلب مراجعة ثالثة في حالة نسيان شيء من متطلبات التقديم. وأوضح المواطن محمد النهدي، أنه واجه صعوبات في استخراج جواز سفر لوالدته المسنة بعد أن تطلب الأمر إصدار بطاقة أحوال، وفوجئ بطلب صورة من شهادة وفاة الزوج مع الأصل، إضافة إلى صورة صك حصر الورثة، مما اضطره للعودة بدون استخراج بطاقة لوالدته. وكانت "الوطن" خاطبت منذ شهر كامل مدير الأحوال المدنية بنجران لأخذ تعليقه حول جهود إدارته في حل معاناة الأهالي، إلا أنه تجاهل الرد حتى أمس. كما تواصلت "الوطن" مع رئيس المجلس البلدي بشرورة سليمان الصيعري، ورئيس المجلس البلدي بنجران زيد بن شويل، اللذين رفضا التعليق كون اللائحة التي صدرت بخصوص مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية القادمة لم تصلهم بشكل رسمي حتى الآن، حسب قولهما.
