بملامح حزن وألم تحدث الحاج السوري محمد خالد الذي يقطن بريف دمشق عن رحلته للحج، وقال: "لم يبق لنا شيء فماذا أودع آنذاك المنزل المهدوم أم ذاك القريب المفقود، لقد اتجهت وكلي أمل في أن أكون من ضمن ضيوف الرحمن ولله الحمد تيسرت". ويضيف الحاج محمد: "لقد جمعت منذ 10 أعوام الليرة تلو الليرة مجاهداً في البحث عن مبلغ إضافي فتجدني مرة مزارعاً وأخرى أعمل بتوصيل الطلبات لا أستطيع إكمال المبلغ المطلوب للحج، غير أن أحداث سوريا الأخيرة والتي أضعفت قيمة العملة السورية إضافة إلى الغلاء كانت عقبة دون إنجاز هذه المهمة". وقال: "انتظرت مدة أطول حتى توفير المبلغ وعندما جمعته توجهت إلى إحدى الشركات التي يسرت لي طرق النقل عبر تركيا ويسرت وصولي إلى هذا المكان الذي أتيت إليه وحيداً لا أريد الحديث إلا مع الله عزوجل، هو من أتيت إليه لم يبق لي صديق ولا رفيق إلا وجرفته تيارات الحرب الأخيرة". لم يتمالك الحاج محمد دموعه وبدا كمن يحاول تشتيت ذكرياته، وقال: "لن أرفع يدي في يوم عرفة إلا بهذا الدعاء اللهم أصلح لنا شأننا كله فأنت ولينا ومولانا يا أرحم الراحمين".