أحيا لبنان أمس الذكرى ال94 لإعلان دولة لبنان الكبير، حيث أقيم احتفال في السراي الحكومي في بيروت بهذه المناسبة. ودعا رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام في كلمة ألقاها بالمناسبة، إلى التمسك بتطبيق اتفاق الطائف بشكل دقيق. وأكد سلام أن: "الكيان اللبناني صمد 94 عاما، رغم كل المحطات الصعبة التي عبرها منذ أول سبتمبر من العام ألف وتسعمئة وعشرين حتى اليوم"، وقال إن: "الكيان الوطني اهتز مرارا ولم يسقط ومر بكثير من الأزمات والفتن والانقسامات الداخلية ووقع عليه الكثير من تداعيات الحروب الإقليمية واستورد من أزمات الغير ما هو فوق طاقته واحتلت أرضه جيوش معادية وتعرض استقراره للخطر مرارا وهُجّر أبناؤه مرات وبقي صلبا ثابتا بحدوده الجغرافية التي رسمت مع إعلان لبنان الكبير". وتطرق إلى ما شهده لبنان وبعض دول المنطقة من أعمال إرهابية فرأى أن: "انتشار العنف والإرهاب اللذين أصاب شظاياهما لبنان في عرسال وجوارها يضع اللبنانيين والعرب أمام امتحان كبير يتوقف عليه مصيرهما أفرادا وجماعات ودولا، لذلك فإن مكافحة الإرهاب الظلامي الذي ينشر في المنطقة كالقتل المجاني والتطهير العرقي باسم تفسيرات مشوهة للإسلام العظيم، يجب أن تحتل الأولوية في اهتمامات أصحاب القرار والحريصين على أمن واستقرار هذه المنطقة ورخاء شعوبها". وأضاف أن: "الحكومة اللبنانية تتعامل مع قضية الجنود اللبنانيين الأسرى بوصفها أولوية قصوى لا يتقدم عليها أي هم آخر وهي تبذل أقصى الجهود وتسعى بكل السبل من أجل الإفراج عنهم وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم". كما طالب سلام اللبنانيين بالعودة إلى روح الميثاق الوطني الذي قامت على أساسه الجمهورية وإلى التمسك بدستور الطائف الذي يبقى المرجع الوحيد الذي يحتكم اللبنانيون إليه لتنظيم حياتهم السياسية، مبينا أن: "الآليات التي حددها الدستور هي السبيل الأوحد والأسلم لترجمة جميع التطلعات السياسية المشروعة واعتماد أي سبيل آخر تجربة مآلها الفشل". إلى ذلك، تتواصل الجهود من أجل إطلاق سراح الجنود اللبنانيين المعتقلين لدى "جبهة النصرة" و"داعش" في جرود القلمون، وسط تكتم شديد عن المفاوضات التي تجريها هيئة العلماء المسلمين. وفيما ترددت أنباء عن بوادر إيجابية عن الإفراج عن 10 إسلاميين من سجن رومية مقابل أسرى عسكريين لدى "داعش"، بث تسجيل صوتي لأحد السجناء في سجن رومية المركزي يؤكد فيه أن الاحتفالات تملأ السجن احتفاء بما أسماها عملية التبادل التي قال إنها ستتم بين عدد من السجناء الإسلاميين والعسكريين الرهائن خلال ال48 ساعة المقبلة.