يشهد جامع الوالدين بتبوك توافد آلاف المصلين من سكان المنطقة وضيوف بيت الله القادمين لأداء العمرة، وذلك لما يتميز به من موقع حيوي بوجوده على مفترق طرق ومحاذاته للطريق الدولي الذي يسلكه الحجاج والمعتمرون والزوار أثناء قدومهم من منفذ حالة عمار، إضافة للفن المعماري الذي يعد إضافة جديدة للتطور الحضاري والعمراني الذي تعيشه المملكة. "الوطن" تواصلت مع إمام مسجد جامع الوالدين الشيخ أحمد الحفير لسؤاله عن أبرز الأنشطة الرمضانية للجامع خلال شهر رمضان، فذكر أن الجامع يشهد أنشطة متنوعة خلال شهر رمضان، وأضاف "هناك كلمات رمضانية بعد صلاة التراويح، إضافة لدرس بعد صلاة العصر عن أحكام الصوم والاعتكاف والزكاة، وهناك مشروع إفطار صائم بالساحة الخارجية"، لافتا إلى أن الجامع يشهد ختم القرآن من خلال صلاتي التراويح والقيام. وأشار إلى تنظيم الدوريات الأمنية والشرطة لدخول السيارات وخروجها ووقوفها في الأماكن المخصصة، إضافة لقيام البلدية بتنظيف ساحات الجامع بشكل مستمر والحرص على النظافة مما كان له أكبر الأثر في نفوس المصلين. يذكر أن جامع الوالدين يعد أنموذجا فريدا في التصميم والبناء، حيث تقف مآذنه الست ذات الارتفاع البالغ 46 مترا شاهدة على ذلك، فقبته الرئيسة التي يصل قطرها إلى 25 مترا واحدة من أكبر القباب الفريدة عن بقية الجوامع والمساجد بتبوك والمملكة، فضلا عن تجهيزه ليكون منارة دينية حضارية. ويتسع الجامع لأكثر من 15 ألف مصل داخل أروقته وخارجها، خصص منها قسم للنساء يتسع ل3000 مصلية، وهو عدد كبير يعكس مساحة الجامع الكبيرة وتصميمه العمراني الفريد، الذي يجعل منه علامة بارزة بمنطقة تبوك. وقد وضعت لبنات الجامع الأولى في 22 جمادى الأولى عام 1433 بمتابعة من أمير تبوك الأمير فهد بن سلطان، وراعت الفكرة المعمارية للجامع توفير ساحة كبيرة خارجية للصلاة، إلى جانب الحدائق والمناطق الخضراء المحيطة بالمسجد لفصله عن الشوارع ومواقف للسيارات تجنبا للضوضاء والتلوث وتحقيقا للهدوء الذي تتطلبه الصلاة. ويقع جامع الوالدين على مساحة إجمالية تصل إلى 125 ألف متر مربع، وتحيط به ساحات خارجية مرصوفة، ومكسوة بالمسطحات الخضراء تقدر مساحتها بأكثر من 30 ألف متر مربع، إضافة إلى 300 نخلة، وأكثر من 1500 شجرة متنوعة، كما صممت مواقف السيارات لتتسع لأكثر من 5000 سيارة، مع وجود مصعد كهربائي، ومبنى خاص لسكن الإمام والمؤذن يصل مساحته إلى 1300 متر مربع. وروعي في تصميم الجامع متطلبات واحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، فجهز بشاشات عرض حديثة تتيح لرواد الجامع من هذه الفئة، الاستفادة من المحاضرات والدروس والندوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما يضم جامع الوالدين مكتبتين علميتين إحداهما للرجال، والأخرى للنساء، وغرفة خدمات لإدارة أنشطة الجامع. وجهز الجامع بالسجاد الفاخر، وزود بأكثر من 7000 نسخة من القرآن الكريم، إلى جانب المستلزمات من حوامل مصاحف، وتوفير كراسي لكبار السن.