تتضاعف معاناة الأطفال المصابين بالفشل الكلوي في نجران، فمع معاناتهم الأساسية بسبب المرض وتداعياته، التي تمنعهم من الحياة الطبيعية، تعاني أسرهم بسبب غياب أجهزة الغسيل الخاصة بهم، وهو ما يضطرهم للسفر أربع مرات في الأسبوع إلى خميس مشيط، ويتحملون تبعات ذلك المادية والاجتماعية. عبدالله آل شيبان والد أحد الأطفال المصابين بالفشل الكلوي، ويعالج في مستشفى القوات المسلحة بالجنوب في خميس مشيط، اشتكى من عدم وجود أجهزة غسيل خاصة بالأطفال، وقال "طفلي يوسف مصاب بالفشل الكلوي، ومعاناتنا مزدوجة، الأولى بسبب المرض الذي يستنزف صحة ابني الصغير، ويعيقه عن الحياة الطبيعية مثل أقرانه، والثانية بسبب افتقاد منطقة نجران بكاملها لجهاز الغسيل الكلوي المخصص للصغار". وأضاف أن "هذا الوضع الصعب جعلني بين خيارين، إما التنقل إلى خميس مشيط أربع مرات في الأسبوع، أو الإقامة بصفة دائمة فيها، حيث تتوفر أجهزة الغسيل الخاصة بالأطفال، أو توقيفي عن عملي في القطاع الخاص بسبب كثرة غيابي لمرافقة ابني منذ عام، وبالتالي انقطاع راتبي، فتتضاعف ديوني" . وأكد الأب أنه يعد الأيام حتى يصل يوسف لعمر الست سنوات، وهو السن الذي يمكن بعده أن يخضع لعملية زراعة للكلى من متبرع، للخلاص من هذه المعاناة التي أثرت على حياته الاجتماعية والعملية. وقال آل شيبان "تقدمت بطلب لتوفير سكن لي مراعاة لمرض ابني، فقوبلت بالاعتذار بحجة أن الإعانات التي تصرف لي تفي بالغرض، بينما هي في الحقيقة لا تفي سوى بربع المصروفات، فأنا أنفق على إقامتي شبه الدائمة في خميس مشيط من إعانة الضمان الاجتماعي المخصصة لي، كما أعاني من تأخر صرفها، وهو ما أدى إلى تراكم الديون". وطالب وزارة الصحة ببحث توفير سكن لذوي المرضى في مثل حالة ابنه، لتخفيف معاناة الأسر في التنقل المستمر والمضني بحثا عن علاج لأبنائهم في مناطق أخرى. من جهته، علق الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بنجران محسن الربيعان على افتقار نجران لأجهزة غسيل الكلى للأطفال، وقال إن "خدمات غسيل الكلى تم تسليمها لشركات عالمية متخصصة وفق معايير دولية معتمدة حسب توجيهات وزارة الصحة، ومن ضمنها مراكز غسيل الكلى للأطفال". وأضاف أن ذلك يأتي ضمن الاستراتيجية المعتمدة من الشؤون الصحية بمنطقة نجران، حرصاً على تحسين نوع الخدمة الطبية المقدمة للمرضى.