واقعنا وحقيقة هذا البلد يقولان بوضوح: "للمجتهد في خدمة الوطن بتفان وإخلاص نصيب"، فلا يحجبه عن بلوغ هذا النصيب أحد، وإن يكون هدف هذا "الأحد" الإخلال بالعدالة الاجتماعية، وسلب حق المجتهد، وبالتالي التأثير على المصالح العليا للوطن. العادة السعودية ماثلة أمام الأعين، لتؤكد على حقيقة راسخة وثابتة، مفادها أن الدولة تقف من جميع أبنائها وبناتها على مسافة واحدة، حتى تفسح المجال لتكافؤ الفرص بين الجميع. ومن هذا المنطلق، ينال كل من تفانى في خدمة هذا الوطن وأبنائه كل التقدير والاحترام، وتتهيأ له فرصة الوصول إلى المراتب العليا. صاحب المعالي، محمد بن فيصل أبوساق، أحد أبناء هذا الوطن الذين عملوا بإخلاص حتى وصلوا إلى شرف نيل ثقة خادم الحرمين، وتحقيق جائزة نصيب المجتهد. عندما هاتفته مقدما له التهنئة بشرف ثقة الملك التي يتمناها كل مخلص، بتعيينه عضوا في مجلس الوزراء وزيرا للدولة لشؤون مجلس الشورى، أذهلني وأسعدني كثيرا رحابة الصدر والتواضع اللذين توجهما باعتذار الكبار لعدم الرد على اتصالي الأول، لكثافة المهنئين من مختلف مناطق المملكة، عندها تفاعلت وأنا أهاتف "الوزير" أبو ساق، تفاعلت مع الثقة ومع من نالها، وازدادت ثقتي بمستقبل "البلاد"، وهو من ساقني لهذا، عندما قال في سياق اتصال التهنئة: إن "ثقة خادم الحرمين أهم من المنصب"، وإنه علي ثقة تامة بأن رؤية الملك القائد وتطلعاته للنهوض بالوطن، وتحقيق مستويات متقدمة في البناء والازدهار والأمن والاستقرار، تتيح الفرص لكل الطامحين لخدمة هذه البلاد، ليكتب أبو ساق عدة رسائل معطرة بالحب والوفاء للوطن وقيادته أهمها: أن الرغبة الصادقة في خدمة الوطن يجب ألا تقف عند عقبة أو حواجز معينة، وقد أتى أمر خادم الحرمين بثقة يستحقها مستحقها، فقد كانت له جهود ملموسة بحجم قيمة وجسامة المهام الملقاة على عاتق مجلس الشورى. آمن "أبو ساق" بأهمية الشورى، وأن "المجلس" هو سيد قراره، فدافع عن قناعاته التي ارتقت به سلم المجد.. كان على دراية كاملة بطبيعة عمل المجلس، واثقا في رسالته، منتصرا لمبادئ الشورى، حتى أصبح وزيرا ممثلا له في مجلس الوزراء، ليمكنه عمله الجديد من خدمة وطنه عن قرب من القيادة السياسية. تعكس سيرته الذاتية الكثير عن مخزونه المعرفي والإداري، الذي يجعل من "المنصب" يفخر بالوزير الدكتور "أبوساق"؛ فهو حاصل على الدكتوراه في الزمالة الدولية من كلية الحرب العليا بالجيش الأميركي، وقبلها نال الماجستير في الإدارة العامة من جامعة شبنس بورج، بنسلفانيا في أميركا، أما شهادته الجامعية فمن المدرسة العسكرية لتخريج الضباط بالحرس الوطني السعودي، كما التحق بكلية القيادة والأركان العامة بالولايات المتحدة الأميركية. أما حياة الوزير أبو ساق العملية، فتتضمن عضوية مجلس الشورى ابتداء من 2005، كما تقلد عدة مناصب بالحرس الوطني، إضافة إلى عضوية مجالس ولجان متعددة. إن هذه المهمة الجسيمة تحتم علينا الدعاء الصادق للوزير "أبوساق"، بأن يوفقه الله لخدمة دينه، ثم مليكه ووطنه "الآمن" بإذن الله.