حفلت الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي انطلقت أمس، بالكثير من المشاهد تصدرها أول ظهور علني للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، منذ مرضه قبل عامين، ومشاركته في العملية الانتخابية من فوق كرسي متحرك، إذ وصل في العاشرة صباحا إلى مقر الاقتراع ليدلي بصوته، فيما لم يدل بأي تصريحات للصحفيين. على الجانب الآخر، شهدت منطقة البويرة جنوب شرق الجزائر، بعض الحوادث والاشتباكات بين السكان الرافضين للعملية الانتخابية وقوات الدرك، مما أسفر عن إصابة 70 شخصا، بحسب مصادر محلية. واستخدمت قوات الدرك قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق الرافضين للانتخاب، نظرا لمحاولتهم منع السكان من المشاركة في التصويت. كما دعا تحالف من 4 أحزاب إسلامية وحزب علماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات أحمد بن بيتور، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، واقترحوا "مرحلة انتقالية ديموقراطية بعد 17 أبريل". وفي العاصمة الجزائرية أوقفت الشرطة المنتشرة بشكل مكثف، 5 شباب كانوا يهتفون بشعارات معارضة للسلطة. وفيما يتوقع إعلان إعلان نتائج الانتخابات اليوم، صرح وزير الداخلية الطيب بلعيز، في منتصف نهار أمس، أن الانتخابات "تجري في ظروف جيدة" وأن "نسبة الإقبال بلغت 23٪" في أرجاء البلاد. وكانت الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي شارك فيها 6 مرشحين أبرزهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة "77 عاما" المنتهية ولايته، ورئيس الوزراء السابق علي بن فليس قد بدأت أمس، وسط تباين في الآراء بين مؤيدين لتجديد ولاية بوتفليقة ومعارضين له؛ بسبب حالته الصحية، فيما وقف حزب جبهة التحرير الوطني وحركات ونقابات حليفة وراء بوتفليقة "مما يشيع اعتقادا بأن فوزه بخمس سنوات أخرى في الرئاسة شبه مؤكد بعد 15 عاما قضاها في السلطة". لكن المخاوف بشأن صحة بوتفليقة، وكيفية إدارة الجزائر لأي عملية انتقالية أثارت أسئلة حول الاستقرار في المنطقة، إذ لا تزال ليبيا وتونس ومصر تعاني اضطرابات بعد ثورات الربيع العربي عام 2011.