تتزامن بدايات الشهر المقبل مع مرور مائة عام على ميلاد كاتب فرنسا الشهير ألبير كامو (نوفمبر 1913 يناير 1964)، إضافة إلى إحياء الذكرى الخمسين لواحدة من أشهر رموز الأغنية الفرنسية والتي تعد قامة ثقافية لها مكانتها في الفن الفرنسي "أديث بياف". وتخليدا لذكرى كامو خصصت كبريات المجلات الأسبوعية ملفا كاملا عن حياته وأهم أعماله، كما تتسابق المجلات الثقافية المتخصصة في إعادة نشر لملخص عمل من أعماله الهامة، وتصدرت صوره هذه المطبوعات جميعها من دون استثناء. وكان قد عثر بحسب ما أعلن منذ فترة، على رسالة لا تحمل تاريخا بين كامو وجان بول سارتر ويرجح الخبراء أنها مكتوبة ما بين عام 1943 وعام 1949 وهو العام الذي شهد توترا في العلاقة بينهما، وقد وجدت الرسالة في داخل نسخة من كتيب حرره سارتر مباشرة بعد وفاة كامو، وقد تقرر عرض هذه الرسالة في معرض خاص بحدى كبريات المؤسسات الثقافية الفرنسية (مؤسسة سيسيف) يحمل عنوان (ألبير كامو من تيباسا إلى لورمارين) وتعد الرسالة من الوثائق النادرة لأن غالبية المراسلات بين كامو وسارتر قد اختفت. وتتضمن أيضا الاحتفالية بذكرى 100 عام على ميلاد كامو صدور ثلاثة مجلدات لم يجر نشرها من قبل وتتضمن مراسلات كاملة بينه وبين الشاعر فرانسيس بونج ولويس جيو وروجيه جو جارد، إلى جانب فعاليات أخرى في العديد من البيوت الأدبية في باريس تتضمن عرض صورة كاملة عن ألبير كامو خصوصا خلال سنوات تكوينه الأدبي ومناقشة غالبية أعماله. يذكر أن ألبير كامو، كاتب مسرحي وروائي شهير ومناضل في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني وفيلسوف جاءت كتاباته وإبداعاته لتعبر عن رؤيته للوجود والموت والثورة والمقاومة والحرية، ما أهله لجائزة نوبل 1957 ليغدو حينها أصغر من نالها من الأدباء. أما بياف التي تتصدر صورتها أغلفة الكتب وواجهات كبرى دور النشر الفرنسية، فتبقى في ذاكرة بلادها من أعظم الأصوات الغنائية في فرنسا بلا منازع، ونموذجا للمغامرة الباريسية التي يصنع فيها الفنان نفسه بنفسه، إذ تمكنت بفضل عبقريتها من الخروج من حياة الشقاء والفقر وربما التسول إن جاز التعبير إلى أنوار النجومية التي انطلقت من فرنسا إلى العالمية على الرغم من أنها ليست فرنسية الأصل فهي تنحدر من أصول مغاربية إيطالية. ومن أشهر ما يروى عنها أن الكاتب الشهير جان كوكتو الذي ألف لأجلها "اللامبالي الجميل"، قد توفي بعد بضع ساعات من وفاتها. ويرجح البعض أن قلبه الضعيف توقف بعد أن علم برحيلها.
