سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تزايد الطلب وغياب الرقيب يشوهان جودة وسمعة العسل في عسير التجارة تعترف بعدم صلاحيته والأمانة تجهز مواقع للباعة والزراعة تساندهم وتنصل بين الجهات حول الرقابة
أدت زيادة الطلب وغياب الرقابة على أصناف العسل التي يعرضها عدد من الباعة على جنبات الطرق المؤدية إلى متنزهات عسير إلى ترويج البعض منهم " عسلا مغشوشا " بمايشوه جودة وسمعة العسل الذي تصدره منطقة عسير إلى مختلف المناطق. وساهم تزايد أعداد السياح للمتنزهات خلال موسم الصيف الحالي إلى تحول مهنة بيع العسل إلى تجارة تدر ربحا كبيرا على البائعين والذين يحاول البعض منهم استغلال الموسم السياحي لترويج العديد من الأصناف بأسعار باهظة , دون التنبه إلى ماقد يشكله الإجراء من تغرير وتدليس بالمستهلك من جهة , وتشويه القيمة الحقيقية للعسل من جهة أخرى , إضافة إلى الخسائر الفادحة التي ستلحق بالأشخاص الذين امتهنوا بيع العسل النقي الخالي من الشوائب . وأمام مطالبة العديد من أهالي وزوار منطقة عسير وزارة الزراعة بضرورة التحرك السريع والعاجل للحد من فوضى بيع العسل المغشوش وتأثيره على صحة وسلامة المستهلك , انتقد عضو مجلس الشورى عبد الوهاب بن محمد آل مجثل تزايد الظاهرة من عام لآخر واصفاً ذلك بالمسيء للسياحة الداخلية وخاصة في منطقة عسير . وقال آل مجثل إن منطقة عسير اشتهرت منذ أمد بعيد بجودة العسل الذي تنتجه مناحلها ، والمعروف بنقاوته وجودته ومنافعه الصحية المختلفة، إلا أن مشاهد تكدس السيارات المحملة بجوالين وعلب العسل بات سيناريو يوميا مسيئا للمنطقة وخاصة على طريق السودة السياحي , في حين أن حقيقة الأمر أن مايروج له لايعدو سكرا ممزوجا بالماء. وأبدى آل مجثل إعجابه بغيرة بعض شباب المنطقة والذين تولوا عن بعض الجهات مهمة التحذير من العسل المغشوش من خلال تنبيه السياح بأصوات مرتفعة أحيانا ومنخفضة في أحايين أخرى , مبديا دهشته من صمت الجهات المعنية عن رقابة العسل , وعدم اتخاذ إجراءات لحماية المستهلك , إذا ماعلمنا أن أصنافا من العسل تعرض للبيع رغم عدم دخول موسمها المتعارف عليه. وأكد رئيس مركز السودة عبدالرحمن بن زيد الهزاني عدم رضاه عن ظاهرة بيع العسل بشكل عشوائي , موضحا أن إدارته اتخذت إجراء رسميا سبق الإبلاغ عنه لفرع وزارة التجارة في عسير , وتم تزويدنا بتقرير يوضح بأن غالبية العسل المعروض غير صالح للاستهلاك نهائيا. وأضاف الهزاني بأن العسل الذي يعرض في الطرقات لا يمثل العسل المعروف عن منطقة عسير بجودته ونقاوته , وهو ما يخفى على الكثير من السياح , في حين تم الرفع لمقام منطقة عسير حيال الموضوع بعد تلقي العديد من الشكاوى للحد من الظاهرة وتمت إحالة الطلب لأمانة منطقة عسير بحكم الاختصاص. إلى ذلك أوضح مدير فرع وزارة التجارة في منطقة عسير محمد أحمد أبوخرشة أن مراقبة العسل من اختصاص وزارة الزراعة وفقا لقرار مجلس الوزراء الصادر مؤخراً ، مضيفا أن غالبية الباعة على الطرقات متجولون وهو ما يخضع لأمانة منطقة عسير. وكشف أبوخرشة بأن إدارته أجرت في وقت سابق تحليلا لعينات من العسل وثبت عدم صلاحيته للاستهلاك , محذرا المصطافين والسياح والأهالي بعدم الشراء من الباعة المتجولين الذين لايظهرون إلا في المواسم , والشراء مباشرة من المحلات الثابتة والمعروفة، إذ تخضع عينات عشوائية منها للتحليل في المختبرات وثبتت صلاحيته للاستهلاك الآدمي. وفي شأن متصل بين مدير عام فرع الزراعة في منطقة عسير مبارك آل مطلقة أن إدارته تحاول خلال موسم الصيف مساعدة الباعة قدر المستطاع وتسهيل ترويج منتجاتهم ، خاصة أن موسم الصيف يعد فرصة للاستفادة من بيع المنتجات والمحاصيل مما دفع إدارته لتبني البسطات . وأضاف بأن هناك تعليمات بإنشاء جمعية النحالين وستكون همزة الوصل بين ممتهني تربية النحل والجهات المختصة ، وبذلك ستسهل عملية البيع والجودة النوعية للمعروض وتطبيق ذلك على العبوات , نافيا أن يكون لديه معلومات عن عدم صلاحية العسل المعروض , قائلاً "هذه أمور صعبة يصعب الحكم فيها وهيئة الغذاء والدواء هي صاحبة القرار في ذلك ", إلا أن أمين منطقة عسير حمدان بن فارس العصيمي أشار في حديثه ل " الوطن " بأنه سبق عقد اجتماع برئاسة وكيل إمارة المنطقة واستعدت إدارة الزراعة بمتابعة ذلك نظرا لتبعية المختبرات لها, مشيرا إلى أن دور الأمانة اقتصر على تجهيز المواقع . وأمام اختلاف وجهات النظر بين المسؤولين حيال مسؤولية مراقبة منتجات العسل والحد من استغلال السياح , وصف أحد أشهر نحالي المنطقة ويدعى محمد بن موسى المسعودي العسل العسيري بأنه متعدد الأصناف والأشكال , ولكل نوع منه فترة زمنية معينة لجنيه من المناحل . وقال العسيري الذي يسكن متنزه السودة " عملي الوحيد في تربية النحل وبيع العسل منذ 60 عاما , ولكنني وللأمانة في أغلب السنوات لا أجد منها مردودا جيدا , ففي السنوات السبع الأخيرة وقبل هطول الأمطار يستحيل أن تجد عسلاً نقيا " . وزاد العسيري :" لاحظت خلال صيف العام الحالي وموسم الصيف الذي سبقه أشخاصا يبيعون العسل على جنبات الطريق دون أن يصرحوا بالموقع الذي قدموا منه أو نوعية العسل الذي يبيعونه ، كما استغربت ادعاءهم بأن العسل من عسير , فنحن في هذه المنطقة جميعا نعرف أن الأمطار انقطعت فترة طويلة قبل أن تعود مؤخرا " . واختتم العسيري بقوله " للعلم فإن صاحب العسل الحقيقي والأصلي والمضمون لايعرضه للبيع في الشوارع والطرقات , ولم يسبق لي عرض ما تجود به نحلي منذ 60 عاما في أي موقع، بل تكون الكميات قليلة جدا وأبيعه لمن يحتاجه كمريض والبقية أحتفظ به لي ولأهل بيتي " .