مسافة محدودة لا تزيد على 60 كيلومترا تفصل بين الخليج العربي وبلدة المراح - شمال الأحساء - إذ يستقبل أهلها نسيم البحر محملاً بهدير الأمواج الخليجية، ومع عراقة نشأتها ظلت البلدة تنتظر تطويراً خدمياً مهماً يخفف من بعض المعاناة التي يعيشها أهلها بعدما أخذت في النمو السكاني والعمراني بجميع الجهات. "الوطن" زارت أهل المراح ووقفت على مطالبهم التي رصدوها في خطابات، وبعضها لم ير النور حتى اللحظة. وقال أحمد سعد العواد - أحد أبناء البلدة - إن بلدتهم التي تمثل بوابة شاطئ العقير الشمالية تعاني منذ فترة وتفتقر لخدمات تعتبر أساسية للمواطنين هناك، فالكثافة السكانية التي تربو على ال"6" آلاف نسمة هي في ازدياد، وهذا العدد يقابله احتياج لمبانٍ دراسية تعليمية أخرى غير المتهالكة الموجودة حالياً للبنات والبنين، إضافة إلى أن مداخل المراح تنتظر تطويرها لفك الازدحامات على المخارج وتسهيل عملية الدخول للبلدة من جهات أخرى. وقال: إنه رغم موقعهم الاستراتيجي ومرور الطريق الدائري الدولي على المراح والعوضية إلا أنه لم يتم ربطهما به، علماً أن المسافة الفاصلة لا تتعدى 1200 متر، وهذه الوصلة من شأنها إحياء البلدة من جديد وتسهل على الأهالي الخروج والدخول، ويوفر على قاصدي شاطئ العقير والقادمين من دول الخليج العربي اللف والدوران من طرق أخرى، مؤكداً أن معاملة الربط في طي الحفظ لدى الجهات المسؤولة. وأشارالعواد إلى افتقار بلدتهم لأرصفة مشاة مع وجود خطوط دائرية حول البلد، مبينا أنه في حال تشييدها ستتيح مجالاً رحباً لمزاولة المشي الذي يعتبر علاجاً لأمراض عدة. وأوضح أن مبنى سوق المراح توقف البناء فيه منذ فترة ويأمل الأهالي في تطويره وسرعة إنجازه. بينما أكد أحمد العويض، أن مقبرة البلدة ممتلئة ولا مجال للدفن فيها، وما يحل الأزمة هو استحداث مقبرة جديدة لوجود الأراضي الفضاء شمالاً ومن شأنها خدمة أهالي المراح والعيون معاً، مشيراً إلى تأخر استكمال مشروع الصرف الصحي بالعوضية لأكثر من 4 سنوات الأمر الذي وضع الأهالي في معاناة من الطفح والنجاسات، موضحاً أنه توجد مخططات لمدارس البنين والبنات ولم يتم إنشاؤها هناك، حيث إن أول مدرسة أنشئت هي ثانوية أبي فراس الحمداني، ولكنها صغيرة لا تكفي لاستيعاب العدد، وتحولت إلى ابتدائية للتحفيظ، مطالبا بافتتاح مدارس تحفيظ لبنات الثانوية حتى لا يضطرون إلى الذهاب للتعليم العام. وقال العويض: إن سوق العوضية المعد للاستثمار أرسي على مقاول ولسوء التنفيذ سقط المبنى وتهاوى وهو في مرحلة "العظم"، والحمد لله أنه سقط في هذه المرحلة الخالية من الناس، معتبراً ما تم هو هدر للأموال وعبث ينبئ عن مخاطر أخرى، ويعكس صورة سلبية عن أسلوب تنفيذ المشاريع عامة. وبين المواطن محمد العودة، أن الأهالي يطالبون بأراضي منح لفك أزمة السكن وشح الأراضي، وأضاف: أن بلدية العيون سمحت بالتعلية لبناء دور ثالث وبعد فترة بسيطة توقف السماح دون أسباب مقنعة، والحال أن البناء يقلل من استئجار الشقق المكلف عليهم، ويخفف من هجرة السكان بحثاً عن السكن خارجاً مع وجود البديل. ولفت إلى ضرورة صيانة الإنارة في البلدة، فغالبية الفوانيس مطفأة وأعمدة واقفة بلا فائدة، ولا توجد عندهم صرافات لخدمة مستفيدي الضمان على الأقل الذين يصعب عليهم قطع مسافات للبحث عن "صراف الضمان". من جانبه، أوضح عضو المجلس البلدي بالأحساء والمسؤول عن الدائرة السادسة عبدالرحمن السبيعي ل"الوطن"، أن جميع مطالب أهالي المراح رفعت للمجلس وأعيدت أكثر من مرة، ووقف عليها شخصياً، والمجلس رفعها للأمانة التي حولتها لبلدية العيون وحتى الآن البلدية لم تحرك ساكناً ولا تزال في طي النسيان، مشيراً إلى معاناة أعضاء المجلس من إلحاح المواطنين لطلباتهم وهذا حق من حقوقهم، و"لكن ليس باليد حيلة". وقال: أحياناً تكون ردود البلدية بيروقراطية وعائقاً في تنفيذ بعض المشاريع، لتبقى المطالبات أكثر من 3 أشهر على الطاولة بدون حسيب، والمواطن وعضو المجلس هو الضحية.