دعا القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي، جموع المواطنين إلى النزول إلى الميادين غدا لتفويضه لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل نشوبه، على حد قوله. وأضاف في كلمة له أمس في حفل تخريج دفعتين جديدتين من كليتي الدفاع الجوية والبحرية "الجيش المصري على قلب رجل واحد، ودعوتي اليوم لنزول الشعب إلى الميادين لتفويضنا بمواجهة العنف والإرهاب المحتمل في البلاد ليس معناه أنني أريد العنف أو الإرهاب، هناك دعوة للمصالحة ونبذ العنف، والجيش والشرطة سيؤمنون هذه التظاهرات في كل محافظات مصر". وأضاف "لم أخدع الرئيس السابق، وقلت له إن المشروع الذي يحملونه لا يمكن إكماله، وحجم الرفض أكبر مما تتصورون، وكنت أنقل له بإخلاص، حتى ينتبه ويتحرك قبل فوات الأوان، وهذا الكلام تم عرضه بشكل مباشر وغير مباشر. وجلست معه ساعتين قبل إلقاء خطابه وتحدثنا عن طرح حلول لمصالحة جميع الأطراف، ولكني عندما سمعت الخطاب لم أجد به شيئا، وجلست مع قيادات الإخوان لمدة ساعة، وتم تهديد الجيش بوجود جماعات مسلحة في سيناء من الممكن أن تفعل كثيرا، وهذا ما رفضته بشدة، كما أن مرسي رفض الاعتراف بالملايين التي نزلت في 30 يونيو وما قبلها، ورفض الاعتراف بصور الجيش وقال إنهم لا يتعدون عشرات الآلاف". وتباينت دعوة القوى السياسية من دعوة السيسي لمنحه تفويض إيقاف أعمال العنف، حيث يقول المتحدث باسم حملة تمرد حسن شاهين "التظاهر والاحتشاد غدا في كل الميادين واجب وطني لدعم الحرب ضد الإرهاب والمطالبة بمحاكمة مرسي ومطالبة القوات المسلحة بالقضاء على الإرهاب والبؤر الإجرامية التي تسعى لتدمير الوطن". كما قال القيادي بالتيار الشعبي اللواء علي زين العابدين ل"الوطن" إن "اللجوء إلى الشعب خطوة هامة لمواجهة العنف الذي تصاعد خلال الفترة الماضية، وعلى الجميع أن يلتفت إلى أهمية تلك الدعوة حتى لا نعود للسقوط في مستنقع الإرهاب من جديد، والخروج من المأزق الحالي يستوجب وجود حوار بين كافة الأحزاب والقوى السياسية، وعلينا أن ندرك أن الإخوان هم الذين رفضوا الحوار الوطني وهم الذين يهاجمون الشرطة والجيش، ويعلنون الإرهاب علنا". من جانبه قال المتحدث باسم حزب "الوطن" الدكتور أحمد بديع "دعوة السيسي بالنزول في مليونية الجمعة وإعطاء تفويض للجيش لمواجهة ما أسماه الإرهاب غير مفهومة وتعتبر إعلانا للحرب الأهلية، خاصة وأن الدعوة للنزول تتزامن مع الدعوة التي أطلقها التحالف الوطني لحماية الشرعية للخروج في جمعة الفرقان للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه". وفي ذات السياق يقول مساعد وزير الداخلية السابق اللواء عبداللطيف البديني في تصريحات إلى "الوطن" "دعوة السيسي للنزول إلى الشارع لم يكن لها أي داع في تلك الفترة، وهذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها وزير دفاع الشعب إلى تفويضه لمواجهة الإرهاب، وأخشى أن تتسبب تلك الدعوة إلى السقوط في اقتتال داخلي. لأن تلك الدعوة تحمل نذر حرب أهلية، ولا مخرج مما حدث سوى بالعودة إلى الشرعية، والفريق السيسي أوجد شرعية العد بالرأس متناسيا أن العد يكون بالاستحقاقات الانتخابية والتصويتية، وهو ما سبق أن جرى سواء في الانتخابات الرئاسية أو في الاستفتاء على الدستور". وكان مجهولون قد قاموا بتفجير قسم أول المنصورة بمحافظة الدقهلية في وقت مبكر من فجر أمس، وأثبتت التحريات الأولية أن القنبلة التي ألقيت من طراز حديث شديد الانفجار تعمل بالريموت كنترول، وأدت لمقتل مجند شرطة وإصابة 28 آخرين". كما قتل جندي بالجيش المصري أمس في أحدث هجوم على نقطة تفتيش بسيناء، وأفادت مصادر أمنية بأن الجندي قتل "برصاص مسلحين أصابوه في الصدر في هجوم مسلح على نقطة تفتيش بمنطقة أبو سكر بالعريش" شمال شبه جزيرة سيناء المضطربة. في سياق منفصل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس أنها قررت تعليق تسليم مصر 4 طائرات مقاتلة من نوع اف-16، وقال المتحدث باسمها جورج ليتل "نعتقد أن تسليم الطائرات ليس مناسبا في الوقت الحالي". بالمقابل أكد ليتل إجراء المناورات العسكرية المشتركة التي تجرى كل عامين ويطلق عليها "النجم الساطع" في موعدها المقرر في سبتمبر المقبل.