ما تزال الدول الكبرى تنتظر من إيران "جوابا ملموسا" بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم، كما أعلن أمس دبلوماسيان غربيان في الماتي كبرى مدن كازاخستان، حيث تجري مفاوضات بين الجانبين. وقال الدبلوماسيان: "لا يوجد بعد جواب واضح وملموس على المقترح" الذي قدمته الدول الكبرى خلال الاجتماع السابق في الماتي في نهاية فبراير الماضي. وأوضح أحدهما أن "عرضهم كان إلى حد كبير تكرارا لما قدموه في موسكو في محادثات العام الماضي. كانت هناك بعض الملاحظات العامة التي لم تتضح بالكامل على آرائنا". وكانت مجموعة الدول الكبرى التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا قدمت لإيران عرضا يتضمن تخفيف بعض العقوبات مقابل تنازلات من طهران بشأن برنامجها النووي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، كبيرة المفاوضين الغربيين، إنها تتوقع من إيران "ردا مدروسا ومتوزانا وبعد طول تفكير". وذكر أحد الدبلوماسيين أن الدول الكبرى تأمل أن تتقدم إيران برد رسمي أكثر في هذه المحادثات الجديدة. وأضاف "شددنا على أن يردوا في الجلسة المسائية بالتفاصيل التي تمكننا من تحقيق تقدم". وكانت دول مجموعة 5+1 قد بدأت "الجلسة العامة" في الماتي، وستستمر المفاوضات يومين. ونظرا لأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل تصعب مسألة اتخاذ القرار في طهران، فليست هناك فرصة تذكر لتحقيق انفراجة. وفي غياب إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي يأمل الدبلوماسيون الغربيون على الأقل في إجراء مناقشات جادة لنقاط محددة في عرضهم الذي تقدموا به خلال جولة المحادثات الأخيرة التي جرت في فبراير الماضي ومن بينها إغلاق منشأة نووية ونقل بعض مخزونات اليورانيوم المخصب إلى الخارج مقابل تخفيف بعض العقوبات. وإذا ما أخفقت المحادثات في تحقيق تقدم كاف، فإن من المرجح أن تفرض الحكومات الأوروبية عقوبات اقتصادية جديدة للضغط على طهران، ومحاولة إقناع اسرائيل في نفس الوقت بعدم توجيه أي ضربة عسكرية لها. ويقول خبراء أن إيران لن تسجيب للعرض على الفور، إذ من المرجح أن تسعى للمحافظة على المسار الدبلوماسي قبل الانتخابات لتجنب عقوبات جديدة، لكن دون أن تقترب من التوصل لحل في نفس الوقت. وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تدير المفاوضات باسم مجموعة الدول الست "نأمل أن يأتي الإيرانيون مع رد واضح وملموس على اقتراحنا".